شائع

تفسير سورة النحل صفحة 276 من الآيات (80 - 87) .. وفوائد الآيات

التفسير 

80–وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثاً وَمَتَاعاً إِلَى حِينٍ 

يذكر تعالى عباده بنعمه .. التي تستدعي منهم شكره عليها والاعتراف بها فقال تعالي:-

–والله جعل لكم .. من بيوتكم التي بنيتموها من الحجر وغيره - استقرارًا وراحة لكم -، فهي تقيكم من الحر والبرد  وتستركم أنتم وأولادكم تتخذون منها الغرف وذلك لقضاء مصالحكم  ومنافعكم وحفظ أموالكم وحرماتكم وغير ذلك من الفوائد.

والله جعل لكم .. من جلود الإبل والبقر والغنم خيامًا وقِبَابًا في البادية مثل بيوت الحضر، لكي يَخِفُّ عليكم - حملها يَوْمَ ظَعْنِكُمْ: في ترحالكم من مكان لآخر .. وأيضا يسهل عليكم - نصبها - في يَوْمَ إِقَامَتِكُمْ: وقت نزولكم .

والله جعل لكم من أصواف الغنم ، وأوبار الإبل وأشعار المعز - أثاثًا - لبيوتكم وأكسية وأغطية تتمتعون بها إلى - أجل مسمَّى- ووقت معلوم.

81–وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ الْجِبَالِ أَكْنَاناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمْ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ 

 كما أنعم الله عليكم بنعم جليلة يقول تعالي:-

وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالاً: من الأشجار، والأبنية، ما تستظلون به من الحر.

وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا: مغارات وكهوفًا تستترون فيها عن الحر والبرد والأمطار والأعداء

وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمْ الْحَرَّ: ألبسة وثيابًا .. تدفع عنكم الحر والبرد 

وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ : وجعل لكم دروعًا في الحرب تقيكم بأس وأذي بعضكم .. فلا ينفذ إلي أجسامكم السلاح ..

–وكذلك يكمل تعالي نعمه عليكم - ببيان الدين الحق -; لكي تسلموا لله وحده .. ولا تشركوا به شيئًا في عبادته .. 

82–فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ 

–فإن أعرضوا عنك -أيها الرسول- وعن الإسلام فلا تحزن عليهم فما عليك إلا - البلاغ الواضح - لما أُرْسِلْتَ به، وليس عليك الهداية، وكان هذا قبل الأمر بالقتال.

83–يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمْ الْكَافِرُونَ 

يعرف المشركون نعمة الله عليهم .. بإرسال النبي محمد  إليهم - ليخرجهم من الظلمات إلى النور - ثم يجحدون نبوته وينكرونها ، وأكثر قوم النبي  هم الجاحدون لنبوته ، لا المقرون بها.

84–وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً ثُمَّ لا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ 

واذكر لهم -أيها الرسول- ما يكون يوم القيامة ، حين نبعث من كل أمة رسولها الذي أرسل إليها يشهد على إيمان المؤمن منهم كما يشهد علي كفر الكافر منهم..

ثم بعد ذلك :-

–لا يسمح للكفار بالاعتذار عما كانوا عليه من الكفر بالله

–ولا إنهم يرجعون إلى الدنيا ليعملوا بما يرضى عنه ربهم. 

–وذلك لأن الآخرة دار حساب لا دار عمل.

85–وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلا هُمْ يُنظَرُونَ 

وإذا شاهد الذين كفروا عذاب الله في الآخرة وأن هذا العذاب لا يخفف عنهم منه شيء, ولا هم يُمْهَلون بتأخيره عنهم، بل يدخلونه - حقا - خالدين فيه مخلدين.

86–وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلاء شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمْ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ 

وإذا أبصر المشركون يوم القيامة آلهتهم التي كانوا يعبدونها من دون الله قالوا : ربنا، هؤلاء هم شركاؤنا الذين كنا نعبدهم من دونك، قالوا ذلك "ليُحَمِّلوهم أوزارهم" فانطق الله آلهتهم، وردوا عليهم:-

–إنكم - أيها المشركون - لَكاذبون حين جعلتمونا شركاء لله وعبدتمونا معه - فلم نأمركم بذلك -  ولا زعمنا أننا مستحقون للألوهية .. إن اللوم عليكم اليوم .. 

87–وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ 

وأبدي المشركون الاستسلام ، والخضوع لله يوم القيامة، وغاب عنهم ما كانوا يختلقونه من الأكاذيب، والأعذار، وأن آلهتهم تشفع لهم.

وقد علموا " إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَٰكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَوأن الله لم يعاقبهم إلا بما كسبوا ، وأنهم مستحقين العذاب .. 

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–دلت الآيات على الانتفاع بالأصواف والأوبار ، ومنها استخدامها في البيوت والأثاث.

–كثرة النعم من الأسباب التي تدعو العباد إلي شكر الله، والثناء عليه سبحانه.

–الشهيد على كل أمة هو أعدل الشهداء، وهم الرسل الذين إذا شهدوا تم عليهم الحكم.

قوله تعالي: {وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ} تعني: عدَّة الجهاد ليستعينوا بها على قتال الأعداء.





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-