شائع

تفسير سورة الحجر صفحة 265 من الآيات (52 - 70) .. وفوائد الآيات

التفسير 

52–إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلاماً قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُون

–وحين دخل الملائكة، علي إبراهيم عليه السلام فقالوا له: سلامًا، فأجابهم بأحسن من تحيتهم، وقدم لهم عجلًا مشويًّا ليأكلوه ؛ لأنه ظن أنهم بشر -ولم يعلم أنهم ملائكة-. 

فلما رأى أيديهم لا تصل إلي العجل، ولم يأكلوا منه .. خاف منهم أن يكونوا لصوصا أو غير ذلك، فقال لهم: إنا منكم خائفون.

53–قَالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ 

قال الرسل من الملائكة : لا تخف، إنا سنخبرك بما يسرك ، إنه سوف يكون لك ولد من السيدة سارة: وهو إسحاق عليه السلام وإنه عليم: كثير العلم بالدين.

وفي آية أخري "وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ".

54–قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِي الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ 

–قال إبراهيم عليه السلام متعجبا من البشارة وصار نوع إياس منه .. أتبشروني بالولد بعد ما أصابني الكبر والشيخوخة وقد انعدمت الأسباب فبأي وجه تبشِّرونني؟

55–قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنْ الْقَانِطِينَ 

قال الملائكة لإبراهيم عليه السلام : بشَّرناك بالحق: الصدق الذي لا مرية فيه .. فلا تكن من اليائسين مما بشَّرناك به.

56–قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ

قال إبراهيم عليه السلام: لا ييئس من رحمة ربه إلا الخاطئون المنصرفون عن طريق الحق .. 

57–قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ 

ولما بشر الملائكة الخليل بهذه البشارة، عرف أنهم مرسلون لأمر مهم.

قَالَ الخليل عليه السلام للملائكةفما الأمر العظيم الذي جئتم من أجله - أيها المرسلون - من عند الله؟

58–قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ 

59–إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ  

60–إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنْ الْغَابِرِينَ 

قال الملائكة : إن الله أرسلنا لإهلاك قوم لوط المشركين الضالين، إلا لوطًا والمؤمنين به فلن نهلكهم وسننجيهم أجمعين ، وأهله لكن زوجته الكافرة قضينا بأمر الله بإهلاكها مع الباقين في العذاب.

61–فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ 

62–قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ

–وبعد خروج الملائكة من عند إبراهيم عليه السلام بعد بشارته، توجهوا إلي لوط عليه السلام لإبلاغه بهلاك قومه 

فلما قدم الملائكة المرسلون إلى - آل لوط - في صور رجال قال لهم عليه السلام : إنكم قوم غير معروفين لي .. فأنا لا أعرفكم ولا أدري من أنتم.

63–قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ  

64–وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ 

65–فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنْ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ 

قال الملائكة للوط عليه السلام: لا تخف، فإنَّا جئناك بالعذاب المهلك لقومك .. والذي كانوا يشكون فيه ولا يُصَدِّقون، وجئناك بالحق الذي لا هزل فيه، وإنا لصادقون فيما أخبرناك به.

–فَسِرْ بأهلك بعد مُضِي جانب من الليل، وسِرْ خلفهم، لئلا يتخلف منهم أحد فيناله العذاب .. 

–ولا يلتفت أحد منكم إلى الوراء لينظر ما قد حل بهم من العذاب لئلا يشفقون عليهم، وامضوا إلى حيث أمركم الله أن تمضوا؛ لتكونوا في مكان آمن، وكان الشام.

66–وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ 

ولقد أَعْلَمْنا لوطًا عليه السلام عن طريق الوحي أن الأمر الذي قدرناه له ، وهو أن قومك .. سوف يتم استئصالهم بالهلاك عن آخرهم ، عند طلوع الصبح.

67–وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ 

–وجاء أهل سَدُوم إلى نبيهم لوط عليه السلام حين علموا بمن عنده من الضيوف، وهم فرحون يستبشرون بضيوفه; طمعًا في فعل الفاحشة.

68–قَالَ إِنَّ هَؤُلاءِ ضَيْفِي فَلا تَفْضَحُونِ 

قال لوط عليه السلام لقومه: إن هؤلاء القوم ضيوفي، وهم في حمايتي .. فلا تفضحوني بما تريدون بهم ..

69–وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ 

–وقال لوط عليه السلام ناهيا مشفقا لقومه: ويا قوم، خافوا عقاب الله بترك هذه الفاحشة، ولا تذلوني بصنيعكم الشنيع هذا .. 

70–قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنْ الْعَالَمِينَ 

–فقال قوم لوط لنبيهم: ألم ننهك عن إضافة أحد من الناس؟

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–تعليم أدب الضيف بالتحية والسلام حين الدخول على الآخرين.

–إكرام الضيف من ديننا الحنيف، فحين أتي الضيوف لخليل الله قدم لهم عجلا كبيرا. 

–من أنعم الله عليه بالهداية والعلم العظيم لا سبيل له إلى القنوط من رحمة الله.

–نهى الله لوطًا وأتباعه عن الالتفات أثناء نزول العذاب لقومه حتى لا تأخذهم الشفقة.

–تصميم قوم لوط على ارتكاب الفاحشة مع هؤلاء الضيوف دليل على طمس فطرتهم، وشدة فحشهم.







حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-