شائع

تفسير سورة الحجر صفحة 262 من الآيات (1 - 15) .. وفوائد الآيات


[مِنْ مَقَاصِدِ السُّورَةِ]

–إنذار المكذبين .. بالعقاب من خلال عرض مشاهد المهلكين، تحذيرًا للمخاطبين وتثبيتًا للمؤمنين.

التفسير 

1–الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ 

–بدأت بحروف متقطعة (الر) لتبين عجز العرب عن الإتيان بمثل آيات القرآن الحكيم ، بالرغم من أن - كل حروف القرآن - من جنس حروف كلامهم ومع ذلك فإنهم لم يستطيعوا ولن يستطيعوا أن يأتوا بمثلها.

–يقول تعالى معظما لكتابه مادحا له: تلك آيات القرآن المنزل على محمد ﷺ هو قرآن مبين: فهو مظهر للحق من الباطل، موضِّح للحقائق ، وهذا يوجب على الخلق الانقياد إليه، والتسليم لأحكامه وشرائعه .. وتلقيه بالقبول والسرور.  

2–رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ 

–وفي يوم القيامة سيتمنى الكفار لو أنهم كانوا مسلمين عندما يتضح لهم الأمر، وينكشف لهم بطلان الكفر الذي كانوا عليه في الدنيا وقد فات وقت التمني والإمكان..

3–ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمْ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ 

اترك -أيها الرسول- هؤلاء المكذبين يأكلوا كما تأكل الأنعام ويتمتعوا بملذات الدنيا المنقطعة ويشغلهم طول الأمل، والطمع في البقاء فيها ، والتكالب عليها، عن الإيمان والعمل الصالح ..

–فلا يغتروا بإمهال الله لهم فإن هذه سنته في الأمم، فسوف يعلمون ما هم فيه من الخسران إذا وردوا على الله يوم القيامة.

4–وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ

وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كانت مستحقة للعذاب إِلا وكان لها أجل محدد في علم الله، لا تتقدم عنه ولا تتأخر.

5–مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ

لا يأتي هلاك أمة من الأمم ، قبل أن يحين موعد أجلها ولا يتأخر عنها الهلاك إذا حان موعد أجلها -فعلى الظالمين- ألا يغتروا بإمهال الله لهم.

6–وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ 

–وقال الكفار من أهل مكة لمحمد  استهزاءً: يا أيها الذي نُزِّل عليه القرآن إنك لمجنون ذاهب العقل، إذ تظن أنا سنتبعك وسنترك ما وجدنا عليه آباءنا من أجل دعوتك هذه ؟!

7–لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ

–وقال الكفار من أهل مكة إن كنت صادقًا -أيها الرسول - هلا جئتنا بالملائكة يشهدون لك أنك نبي، وأن هذا القرآن من عند الله .. فإذا لم تأت بالملائكة، فأنت لست بصادق.

8–مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ

قال الله ردًّا على ما اقترحه الكافرين من مجيء الملائكة:-

إننا لا ننزل الملائكة إلا بالعذاب الذي لا إمهال فيه لمن لم يؤمن بالله ورسوله، وما كانوا حين تنزل الملائكة بالعذاب بمُنْظَرِينَ : بمُمْهَلين بل سيعاجلون بالعقاب 

فصار طلبهم- لإنزال الملائكة عليهم تعجيلا لأنفسهم بالهلاك والدمار. 

9–إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ

إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ: القرآن على النبي محمد ﷺ وأمته ، فجاء تذكيرًا للناس لكل شيء يحتاجونه وتفصيلا وهدي ورحمة .. وإنا للقرآن لحافظون: من الزيادة والنقصان والتبديل ، والتحريف .

10–وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ 

ولقد بعثنا من قبلك - أيها الرسول - رسلًا في جماعات الكفر السابقة فكذبوهم، فلست بِدْعًا من الرسل في تكذيب أمتك لك.

11–وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ 

–ويقول تعالي مثبتا لنبيه  مسليا له : فكما فَعَل بك هؤلاء المشركون - يا محمد - فكذلك فعلت جماعات الكفر من قبلك مع - رسلهم - مثلما فعلوا معك، فما كان يأتيهم من رسول إلا كذبوه وسخروا منه.

12–كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ 

كما أدخلنا التكذيب في قلوب تلك الأمم كذلك ندخله في قلوب مشركي مكة بتكذيبهم وكفرهم - ليحق عليهم العذاب - فقد تشابهت قلوبهم بالكفر والتكذيب وتشابهت معاملتهم لأنبيائهم ورسلهم بالاستهزاء والسخرية وعدم الإيمان ..

13–لا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ 

–كذلك نفعل - أيها الرسول - بمشركي قومك الذين لا يؤمنون بالله ورسوله ﷺ .. فقد مضت سنَّة الأولين بإهلاك الذين كفروا وهؤلاء مِثْلهم سَيُهْلك المستمرون منهم على الكفر والتكذيب فليعتبر المكذبون بك.

14–وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنْ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ

ولو فتحنا على كفار " مكة " بابًا من السماء فاستمروا صاعدين فيه حتى يشاهدوا ما في السماء من عجائب ملكوت الله فيومنوا، لما صدَّقوا، وما آمنوا.

15–لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ 

–فلو أنهم صعدوا إلي السماء .. لقالوا : إنما سُدَّت أبصارنا عن الإبصار، بل ما نراه هو بتأثير السحر، فنحن مسحورون.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

القرآن الكريم جامع بين صفة الكمال في كل شيء، والوضوح والبيان.

–يهتم الكفار عادة بالماديات، مغترين بالأماني الزائفة، منشغلين بالدنيا عن الآخرة.

–هلاك الأمم مُقَدَّر بتاريخ معين، لا تأخير فيه ولا تقديم، وإن الله لا يَعْجَلُ لعجلة أحد.

–تكفل الله بحفظ القرآن الكريم من التغيير والتبديل، والزيادة والنقص، إلى يوم القيامة.






حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-