–[مِنْ مَقَاصِدِ السُّورَةِ]
–التذكير بنعم الله تعالى على عباده الدالة على قدرته وعظمته .. إلزامًا بعبوديته وتحذيرًا من جحود نعمته، والكفر به.
–هذه السورة تسمى سورة النعم، فإن الله ذكر في أولها أصول النعم وقواعدها .. وفي آخرها متمماتها ومكملاتها.
التفسير
1–أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
–لما استبطأ المشركون نزول العذاب نزلت الآية الكريمة يقول تعالي:-
–لقد اقترب قيام الساعة .. وقضاء الله بعذابكم -أيها الكفار- فلا تطلبوا تعجيله قبل أوانه.. فإنه واقع لا محالة.
–تنزه الله سبحانه مما نسبه المشركون إليه من الولد، أو الصاحبة، أو الشريك أوغير ذلك .. مما لا يليق بجلاله، أو ينافي كماله ..
2–يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ
–ولما نزه تعالي نفسه عما وصفه المشركون، ذكر الوحي الذي ينزله على أنبيائه فقال تعالي:-
–ينزل الملائكة: جبريل، بالروح: بالوحي، من أمره بإرادته على من يشاء من عباده وهم الأنبياء أن خوّفوا - أيها الرسل - الناس من الشرك بالله ، فلا معبود بحق إلا أنا .. فاتقوني - أيها الناس- بامتثال أوامري واجتناب نواهيَّ ..
3–خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
–خلق الله السماوات وخلق الأرض على غير مثال سابق بالحق، فلم يخلقهما باطلًا، بل خلقهما ليُسْتَدَلَّ بهما على قدرته وعظمته .. وليعلموا أنه خلقهما مسكنا لعباده الذين يعبدونه ..
–تَنَزَّه وتعاظم سبحانه عن شركهم به فإنه الإله حقا .. الذي لا تنبغي العبادة والحب والذل إلا له سبحانه وتعالى ..
4–خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ
–ولما ذكر تعالي خلق السماوات والأرض ذكر خلق ما فيهما، وبدأ بأشرف الخلق وهو الإنسان فقال تعالي:-
–خلق الله الإنسان من نطفة مَهِينة، فنما خلقًا من بعد خلق، حتى إذا صار بشرا كامل الأعضاء الظاهرة والباطنة، وفخر بنفسه فإذا هو خصيم لربه، يكفر به ..
–ويجادل في رسله ، ويكذب بآياته ، ونسي خلقه الأول وما أنعم الله عليه به، من النعم فاستعان بها على معاصيه..
–فعلي العبد أن يشكر ربه الذي أوصله إلى هذه الحال ما كان له أن يصل إلي أي شيء منها إلا بفضل الله عليه.
5–وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ
–والأنعامَ من - الإبل والبقر والغنم - خلقها الله لمصالحكم - أيها الناس - وجعل في أصوافها وأوبارها الدفء لكم ، ومنافع أُخري في ألبانها وجلودها وركوبها ، ومنها ما تأكلون ..
6–وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ
–ولكم في الأنعام زينة لكم - أيها الناس - تُدْخل السرور عليكم عندما تدخلونها إلى مساكنها في المساء ، وعندما تُخْرجونها للمرعى في الصباح..
–وذلك أن جمالها لا يعود إليها منه شيء فإنكم أنتم الذين تتجملون بها، كما تتجملون بثيابكم وأولادكم وأموالكم، وتعجبون بذلك .
♦♦♦
مِنْ فَوَائِدِ الآيَات
–سورة النحل تسمي بسورة النعم لتعداد ذكر نعم الله علي خلقه.
–سمى الله الوحي روحًا؛ لأنه تحيا به النفوس.
–رسالة الوحي هي"التوحيد" فهي التي أنزل الله بها كتبه وأرسل رسله، وجعل الشرائع كلها تدعو إليها.
–مَلَّكَنا الله الأنعام والدواب وذَلَّلها لنا، وأباح لنا تسخيرها والانتفاع بها؛ رحمة منه بنا.