شائع

تدبر سورة إبراهيم

سُورَةُ إبْرَاهِيمَ: سورة مكية ماعدا الآيتين 28، 29 على قول ابن عباس وقتادة فمدنيتان، ونزلت بعد سورة نوح .

عدد الآيات : 52

عدد الكلمات : 831

عدد الحروف : 3461

تقع في الجزء : 14

تَرتيب السُّورة في المُصحَف : 14

–بدأت بحروف مقطعة ﴿الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّور..﴾

–سبب تسمية سورة إبراهيم 

–ذُكر فيها: قصة إبراهيم عليه السلام والتفرقة بين الظلمات والنور .. 

–مقاصد السورة

–جاءت الآيات لتبيّن .. إعجاز القرآن الكريم في هداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور.

تسلية النبي  والتخفيف عليه بذكر قصص الأنبياء السابقين، وما لاقوه من أقوامهم من مصاعب ..

بينت سورة إبراهيم حقيقة كون رسالة الرسل واحدة رغم تعدد الرسل ، ودعاء إبراهيم عليه السلام  لأمته التي لا تزال باقية ..

إرسال كل رسول متحدثاً بلغة قومه؛ ذلك حتى يستطيعوا أن يفهموه وتصل الرسالة إليهم ..

–ذكر بعض الأقوام الذين كذبوا رسلهم وآذوهم، وصبر الأنبياء علي إيذاءء قومهم لهم ..

–تحدّثت الآيات عن رسالة موسى عليه السلام إلى فرعون، وأنه بيّن لهم طريق الهداية وطريق الضلال ..

–ذكرت بعض مشاهد يوم القيامة، والحوار الذي سوف يدور بينهم، ثم كيف تكون عاقبتهم وهي النار، وأن الشيطان سيتبرأ من الذين اتبعوه ..

–ثم ضربت السورة مثالا لكلمة الإيمان وكلمة الضلال: بالشجرة الطيبة والشجرة الخبيثة، ثم ذكر أحوال فريق الإيمان وفريق الكفر ..

–ذكر أبرز دليل على حقيقة الإيمان بقصة النبي إبراهيم عليه السلام، ومن الذي سوف يسلك سبيله، ومن هو تارك له ..

–وختمت السورة ببيان مصير الظالمين يوم القيامة .

–قصص إبراهيم عليه السلام 

–دعوة النبي إبراهيم لقومه

–إبراهيم عليه السلام من نسل بن سام بن نوح عليهما السلام بعثه الله .. إلى قومه في بابل  بالعراق حيث كانوا يعبدون الأصنام والكواكب، ووالده كان يصنع الأصنام ويبيعها، فأخذ يدعو والده للإيمان، ولكنه لم يستجب له وكان يقسو عليه بالكلام، حتي طرده من المنزل. 

–رفض قوم النبي إبراهيم دعوته

–لقد استهزأ القوم بإبراهيم عليه السلام .. وهو يصبر على أذاهم ويدعوهم إلى عبادة الله الواحد ولكن ما من مجيب، وفي يومٍ من الأيَّام أراد القوم أن يخرجوا من المدينة إلى عيدٍ من أعيادهم، فخرج كل النَّاس ما عدا إبراهيم بقي في المدينة، وقال إبراهيم عندما تخرجون من المدينة سأكيد للأصنام .. حتى تعرفوا أنَّها لا تقدر على شيء..

–النبي إبراهيم يحطّم الأصنام

–وعندما خرج القوم ذهب إبراهيم عليه السلام إلى المعبد وكسر جميع الأصنام ما عدا الصَّنم الكبير تركه وعلَّق الفأس في رقبته، فلمَّا جاءوا قالوا: من فعل هذا بآلهتنا، فقال أحدهم: لقد سمعت إبراهيم يقول : إنَّه سيُلحق الأذى بهم، ولمَّا جاؤوا بإبراهيم: قالوا له : هل أنت حطَّمت هذه الأصنام؟ فقال لهم: بل الذي حطَّمهم هذا الصنم الكبير، وإن أردتم معرفة الحقيقة فإنكم تستطيعون سؤاله إن استطاع أن يُجيبوكم.

–إلقاء النبي إبراهيم في النار

–لمَّا تبيَّن للكافرين أنَّ أصنامهم فعلًا هي حجارة ولم تستطع أن تدفع الأذى عن نفسها وعلموا أنَّه كان محقًّا تكبروا أكثر؛ إذ أنهم لا يُريدون أن يعترفوا أنَّ للكون إلهًا واحدًا عليهم أن يعبدوه، فثاروا يقولون يجب أن نُحرق إبراهيم بالنَّار حتى لا يتجرأ أيُّ أحدٍ ويفعل مثل فعلته، وهكذا بدأ القوم يجمعون الحطب .. لإحراق إبراهيم عليه السلام، وأشعلوا نارًا عظيمة.

–الله تعالى ينجّي نبيه إبراهيم

 –بدأ القوم بالتجهيز لقذف إبراهيم عليه السلام في النَّار فقال إبراهيم حسبي الله ونعم الوكيل، إبراهيم كان يعلم أنَّ الله لن يتخلَّى عنه في هذا الوضع الصَّعب، فسلَّم كامل الأمر لربه تعالى، وأراد كل شيء على الأرض أن يدافع عن إبراهيم عليه السلام، فإذا بملائكة المطر تُريد أن تُهطل المطر، والملائكة ما بين السماء والأرض تريد نجدته ، وإذا بدواب الأرض تريد مساعدته، ولكنَّ إبراهيم ما طلب المساعدة والنَّجدة إلا من ربِّه.

 –وحكمة الله أن جعل النَّار نفسها لا تُحرق أبدًا وهذه معجزة من الله، فقد أمر النَّار أن تكون بردًا وسلامًا على إبراهيم، فقد صارت النَّار حوله مثل البستان الأخضر الجميل .. ولمَّا خرج من النَّار سليمًا قال له أبوه آزر نعم الرّب ربك يا إبراهيم.

–قصّة سيدنا إبراهيم عليه السلام مع النمرود

–حيث ناظر النمرود؛ وهو ملك بابل، وكان جبّاراً مُتمرِّدًا مُدَّعِيًا للربوبيّة، إذ قال له إبراهيم عليه السلام : إن ربه يحيي ويميت، فرَدّ عليه النمرود أنّ بإمكانه أن يأتيَ برجُلَين حُكِم عليهما بالقتل؛ فيقتل أحدهما، ويعفو عن الآخر، فيكون بذلك قد أمات الأول، وأحيا الثاني، إلّا أنّ إبراهيم عليه السلام ألجمَه حين ضرب له مثلاً بالشمس التي تُشرق من المشرق، وقد تحدّاه أن يأتيَ بها من المغرب إن استطاع، ولكنّ النمرود كان أضعف من ذلك، فبُهِت، وسكت. 

–قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام مع الملائكة

 –حيث جاءه الملائكة زائرين، فجاء بعجل حنيذ إكراما لضيوفه لكنهم لم يأكلوا، فأوجس منهم خيفة فقالوا له أنهم رسل ربك، قد جاؤوا لإنزال العذاب علي قوم لوط، وبشّروه بأن زوجته سارة ستلد، وأن الله تعالي سوف يرزقه بإسحاقَ ومن بعد إسحاق يعقوبَ عليهما السلام.. فاطمئن ثم جادلهم في عذاب قوم لوط .. فرَدّوا عليه بأنّ هذا أمر الله تعالي فقُضِي الأمر، وانتهى الجدال.

 –قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام والطيور الأربعة

 –طلب إبراهيم عليه السلام  من ربه -سبحانه- أن يُرِيَه كيفيّة إحياء الموتى، فعلى الرغم من أنّه كان مُؤمناً بذلك تمام الإيمان، فأمره الله تعالى أن يأخذ أربعة طيور، ويمزّقها، ويخلطها معًا، ثمّ يجعل كلّ جزء من هذه الأجزاء على جبل، وأمره بعد ذلك أن يدعوها إليه، ففَعَل عليه السلام ما أمره الله به، فجاءته الطيور .. وقد عادت إلى ما كانت عليه من الحياة. 

–هجرة سيدنا إبراهيم إلى مصر

–تزوج إبراهيم عليه السلام من ابنة عمه"سارة" التي آمنت برسالته، وعندما رفض قومه في بابل دعوته، هاجرت معه سارة ، وابن أخيه لوط ، لبلاد الشام لنشر دعوة التوحيد .. وحينما وصلوا إلي أرض فلسطين استقرَّ فيها هو وزوجته ، ولكن قد حدثت مجاعة في فلسطين فذهب إلى مصر ، حيث أنها من البلاد الأمنة

–كيف حصلت سارة على هاجر جارية لها؟

 –خرج إبراهيم عليه السلام من أرض الشام إلى مصر ومعه سارة زوجة سيدنا إبراهيم .. وحين علم ملك مصر آنذاك بقدوم إبراهيم ومعه امرأة حَسنة جميلة، بعثَ في طلبها؛ للزواج وكان يأخذ نساء الرجال غصبًا .. فأخبره عليه السلام بأنّها أخته، فحاول الملك أن يلمس سارة، ولكنه لم يستطع؛ إذ تحجّرت يداه ..

 –فطلب منها أن تدعوَ الله أن يعيدهما إلى ما كانتا عليه، ففعلت، وكرّر فعلته مرّة أخرى، فلمّا تحجّرت يداه مرّة أخرى، طلب منها أن تدعو له، فدعَت له، فأُطلِقت يداه مرّة أخرى.ثم خاف ذلك الظالم .. وظنَّ أنَّها ساحرة وأنها سوف ثوذيه وحتى يأتمن شرها أهدى لها جارية وهي (هاجر) فأخذتها سارة ، وإبراهيم عليه السلام ومضيا في طريقهما للدعوة .

–زواج النبي إبراهيم من السيدة هاجر

–مضى على زواج سيدنا إبراهيم .. بسارة قرابة عشرين عامًا، ولكنَّ الله لم يأذن أن يكون لهما ولد، فأهدته هاجر كي يتزوجها وبالفعل تزوجها، وولدت له ولدًا سماه، (إسماعيل عليه السلام). 

–بعد ولادة إسماعيل عليه السلام أراد تعالي أن يرزق سارة بغلام جزاء لها علي إيمانها وصبرها، فأنزل الله ملائكته تبشرها بولادة غلام فصكت وجهها وقالت: عجوز عقيم ، فقالوا : كذلك الله يفعل ما يريد .. ورزقها الله بسيدنا إسحاق أبو يعقوب عليهما السلام.

–هجرة إبراهيم عليه السلام إلي مكة

 –أمر الله إبراهيم عليه السلام  بالهجرة إلي مكة مع زوجته هاجر وابنهما اسماعيل الصغير وأن يتركهما في الصحراء .. لا حياة ولا زرع ولا ماء، حينئذ سألته هاجر هل الله أمرك أن تدعني وهذا الصبي في هذا المكان الموحش؟! فأجابها نعم ، فقالت إذن لا يضيعنا الله 

 – نفد الماء والزاد، والأم لا تجد ما تروي به ظمأ وليدها، ولا تجد ما ترضعه، والطفل يصرخ جوعا وعطشا وتسرع الأم وتصعد جبل الصفا، لتجد بعض الطعام أو الشراب ، ولكنها لا تجد فتنزل مسرعة، ثم تصعد جبل المروة ، وأخذت تفعل ذلك (7 مرات) .حتى تمكن منها التعب، فيبعث الله جبريل عليه السلام فيضرب الأرض ، لتخرج عين زمزم .. ودبت الحياة في هذا المكان وهوت إليه القبائل وكبر وترعرع إسماعيل عليه السلام في هذا المكان.. 

–وقد جعل الله سبحانه ما فعلته السيدة هاجر رضي الله عنها من الصعود والسعي بين الصفا والمروة شعيرة من أهم شعائر الحج حتى يومنا هذا وإلى أن تقوم الساعة .

–قصة إبراهيم بذبح ابنه إسماعيل عليهما السلام 

 –فقد مرّت السنين وهاجر في مكّة .. ولمّا كبر إسماعيل عليه السلام، وبلغ أَشدّه، رأى والده في المنام أنّه يذبحه، فامتثل أمرَ الله، وأخبر ابنَه برؤياه، فامتثل الآخر لأمر الله، وحين وضعه على الأرض، وأمسك السكّين؛ ليذبحَ ابنه، أنزل الله ذِبحًا عظيمًا؛ فداءً له .. إذ لم يكنِ القصد إزهاق روح ابنه عليه السلام ،  بل كان ابتلاءً من الله لهما؛ ليرى إخلاصهما، واستسلامهما لأوامره. 

–بناء إبراهيم عليه السلام الكعبةَ مع ابنه إسماعيل

 –أمر الله إبراهيم وإسماعيل ببناء الكعبة المُشرَّفة؛ فكان إسماعيل يجمع الحجارة، ويأتي بها إلى أبيه الذي كان يرفع البناء، فلمّا ارتفع البناء وضعَ إبراهيم حجرًا ووقف عليه، وقد عُرِفَ هذا المكان ب(مقام إبراهيم)، وكانا يدعوان الله ويقولان: (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).

–وقد طهّرا البيت ممّا لا يليق به من النجاسات، والقذارات؛ امتثالاً لأمر الله؛ ليكون مكانًا مناسبًا للصلاة، والحج، ودعَوا الله أن يجعل من ذريّتهما أمّة مسلمة موحدة، فبعث من ذُرّيته محمد صلّى الله عليه وسلّم، قال تعالى: ﴿ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ 

–وقد صار الحج ركن من أركان الإسلام الخمسة وصارت الأضحية منسك أساسي من مناسك الحج ، وسنة للمسلمين في عيد الأضحي حتي يومنا هذا...










حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-