شائع

تفسير سورة إبراهيم صفحة 259 من الآيات (19 - 24) .. وفوائد الآيات

التفسير

25–تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ 

–هذه الشجرة المباركة - النخلة - تعطي ثمارها وخيراتها في كل وقت بإذن ربها، وكذلك شجرة الإيمان فإن:-

أصلها ثابت في قلب المؤمن إيمانا، واعتقادًا ..

–وفرعها من الأعمال الصالحة دائما يصعد إلى السماء، فينال ثوابه في كل وقت .. وينتفع به غيره.

–ويضرب الله الأمثال للناس; ليتذكروا ما أمرهم الله به وما نهاهم عنه ..

–فإن في ضرب الأمثال يتضح المعنى الذي أراده الله غاية الوضوح وهذا من رحمته بعباده وحسن تعليمه.  

26–وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ 

ومثل كلمة الشرك الخبيثة مثل شجرة خبيثة، وهي - شجرة الحنظل - اقتلعت من أعلى الأرض لأن جذورها قريبة من سطح الأرض ما لها أصل ثابت ولا ارتفاع إلى السماء .. فتموت وتذروها الرياح..

–وكذلك الكافر لا ثبات له ولا خير فيه، فلا ينفع نفسه، ولا ينتفع به غيره ولا بركة فيه..ولا يُرْفَع له عمل صالح إلى الله، ومآله حطب جهنم ..

27–يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ 

–أما أهل الإيمان فإن الله يثبتهم بالقول الثابت كما قال تعالي :-

–في الحياة الدنيا: فإن الله يُثبِّت المؤمنين بكلمة التوحيد الثابتة إيمانًا تامًّا حتى يموتوا وهم على الإيمان .. 

–وعند الممات: يرزقهم الله حسن الخاتمة قال تعالي: ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي* وَادْخُلِي جَنَّتِي) .

–وفي القبر: عند سؤال الملكين لهم عن الجواب الصحيح إذا قيل للميت « من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ » هداهم الله للجواب الصحيح بأن يجيب المؤمن عند السؤال فيقول: « الله ربي والإسلام ديني ومحمد  نبيي».

–وفي الآخرة : بدخول جنات النعيم ، خالدين فيها أبدا.

–أما أهل الكفر فإن الله لا يهديهم إليه سبيلا :-

–في الحياة الدنيا: يضل الله الظالمين عن طريق الهداية، قال تعالي " كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ"

–وعند الممات: يعذبهم الله بسوء الخاتمة قال تعالي ( وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ )

–وفي القبر: لا يهديهم الله عن الجواب الصحيح عند سؤال المَلَكين لهم. 

–وفي الآخرة : بدخول النار ، خالدين فيها أبدا.

–ويضل الله الظالمين عن الصواب والرشد في الدنيا والآخرة ، ويفعل الله ما يشاء من توفيق أهل الإيمان وخِذْلان أهل الكفر والطغيان ..

28–أَلَمْ تَرَى إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ 

يقول تعالى- مبينا حال المكذبين لرسولهﷺ من كفار قريش وما آل إليه أمرهم:- 

–ألم تنظر - أيها الإنسان - إلى حال المكذبين من كفار قريش الذين قد استبدلوا نعم الله عليهم : نعمة الأمن بالحرم وبعثة النبي ﷺ فيهم ؟ الذي يدعوهم إلى خيري الدنيا والآخرة ، والنجاة من النار ..

–فبدلوا هذه النعمة بردها والصد عنها والكفر بالله ورسوله ﷺ وأضلوا أتباعهم حين تَسببوا بإخراجهم لقتال المؤمنين في غزوة بدر فقُتِلوا وصار مصيرهم إلي دار البوار : وهي جهنم ..

29–جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ 

يقول تعالى - مبينا حال المكذبين لرسوله ﷺ بأن مصير المكذبين وأتباعهم هو دار البوار: دار الهلاك وهي "جهنم" يدخلونها، يقاسون حرَّها، وساء المستقر مستقرهم ولبئس المصير. . 

30–وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَندَاداً لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ 

وجعل المشركون لله شركاء في العبادة ليضلوا الناس عن اتباع دينه بعد أن ضلوا أنفسهم، قل لهم -أيها الرسول-: استمتعوا بما أنتم فيه من الشهوات، ومن نشر الشبهات في الحياة الدنيا فإنها سريعة الزوال، فإن مرجعكم ومستقركم  يوم القيامة هو النار وبئس المصير .. 

31–قُلْ لِعِبَادِي الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ 

قل -أيها الرسول- لعبادي الذين آمنوا أن :-

1–يؤدوا الصلاة بأركانها وشروطها في أوقاتها 

2–وينفقوا مما رزقكم الله تعالي النفقات الواجبة كالزكاة والنفقات المستحبة كالصدقة وأعمال الخير خفية خوفًا من الرياء، وجهرًا ليقتدي بكم غيرُكم ..

–من قبل أن يأتي يوم القيامة الذي:-

لا بيع فيه: فلا يستطيع اخراج النفقات.

ولا فداء: فيفتدي بما عنده من عذاب الله فلا يستطيع.

ولا صداقة: لكي يشفع الصديق لصديقه، فلا يستطيع. 

32–اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنْ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمْ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمْ الأَنهَارَ 

– لقد أنعم الله علي عباده بالعديد من النعم التي منها أن :-

الله تعالى -وحده- الذي خلق السموات والأرض وأوجدهما من العدم، على غير مثال سابق.

–وأنزل من السماء: ماء المطر فأخرج به صنوفا من الثمار رزقًا لكم .. ورزقا لأنعامكم ..

وذلَّل السفن; لتسير في البحر بأمره لمنافعكم فهو الذي يسر لكم صنعها ، وقد أقدركم عليها وحفظها لكم على تيار الماء لتحملكم .. وتحمل تجاراتكم، وأمتعتكم إلى أي بلد تقصدونه.

–وذلَّل الأنهار : لكم لسقياكم ، وسقيا دوآبكم ، وزروعكم وسائر منافعكم ..

33–وَسَخَّرَ لَكُمْ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ 

ومن النعم التي أنعم الله بها علي عباده :-

–وذلَّل الله لكم الشمس والقمر لا يَفْتُران عن حركتهما; لتتحقق المصالح بهما، من حساب أزمنتكم ، وسفركم وتجارتكم ، وزروعكم ..

–وذلَّل لكم الليل; لتسكنوا فيه وتستريحوا من كد النهار.. 

–وذلَّل لكم النهار; لتبتغوا من فضله، وتدبِّروا معايشكم ..

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–تشبيه كلمة الإيمان بالنخلة العالية طيبة الثمار أصلها ثابت  كثيرة النفع دائما.

–تشبيه كلمة الكفر بشجرة الحَنْظل الزاحفة، فهي لا ترتفع، ولا تنتج طيبًا، ولا تدوم.

–الأمر بالصلاة والزكاة مع ذكر الآخرة، فيه إشعار بأنهما مما تكون بهما النجاة.

–تعداد بعض النعم العظيمة إشارة لعظم كفر بعض بني آدم وجحدهم لنعم الله.





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-