شائع

تفسير سورة إبراهيم صفحة 257 من الآيات (11 - 18) .. وفوائد الآيات

التفسير

11–قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ 

–ولما سمع الرسل بما قالوه عليهم أقوامهم بأنهم "إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ " قالت رسلهم ردًّا علي أقوامهم:-

–حقًا ما نحن إلا بشر مثلكم كما قلتم، ولكن الله تعالي يتفضل بإنعامه على مَن يشاء من عباده فيصطفيهم رسلا من بين عباده، لرسالته ..

–وما طلبتم من البرهان المبين - المعجزات- فلا يمكن لنا ولا نستطيع أن نأتيكم بها إلا يأذن لنا الله، فهو القادر علي الإتيان به، وعلى الله وحده يعتمد المؤمنون في كل أمورهم.

12–وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُتَوَكِّلُونَ 

–ثم قالت لهم رسلهم ردأ عليهم:-

–وأي مانع يجعلنا ألا نتوكل على الله تعالي الذي أرشدنا إلي أقوم الطرق وأوضحها طريق النجاة من عذابه باتباع أحكام دينه؟  

–ولنصبرنّ على إيذائكم لنا بالتكذيب، والسخرية، وعلى الله تعالي وحده توكلنا وعلي الله فليتوكل المتوكلون في جميع أمورهم ..فعلم بهذا وجوب التوكل علي الله أنه من لوازم الإيمان قال تعالي " وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ".

13–وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ 

وقال الذين كفروا من أقوام الرسل لمَّا عجزوا عن مُحَاجّة رسلهم ، منوعدين إياهم:

–سوف نقوم بإخراجكم من قريتنا ، إذا أصررتتم علي ما أنتم عليه من - دينكم - هذا. 

–أو لترجعن عن دينكم إلى ديننا ، وتبقون معنا في أرضنا. 

فأوحى الله تعالي إلى رسله تثبيتًا لهم لنهلكنّ الظالمين الذين كفروا بالله وبرسله.

14–وَلَنُسْكِنَنَّكُمْ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ 

–وقال تعالي مبشرا رسله وأتباعهم في الدنيا بالنصر والتمكين لهم في الأرض. 

–ولنسكننكم - أيها الرسل ومن تبعكم - الأرض من بعد إهلاك المكذبين ولنجعلن لكم العاقبة الحسنة ، فإن :-

–إهلاك الكفار المكذبين. 

وإسكان رسلهم والمؤمنين الأرض من بعد إهلاكهم.

–هو أمر مؤكد لمن خاف مقام الله تعالي، وخشي وعيده وعذابه.

15–وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ 

–وَاسْتَفْتَحُوا: ولقد طلب الرسل من ربهم الفتح والنصر على أعدائهم، والحكم بينهم، فاستجاب لهم ربهم، وهلك كل متكبر .. لا يقبل بالحق، ولا يقر بتوحيد الله تعالي وإخلاص العبادة له .. وفي هذا بيان بأهمية الدعاء للنصر علي الأعداء ..

16–مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ 

–يصور لنا تعالي مشهد من مشاهد يوم القيامة، لعل الكافر يتعظ!

–ومن ورائه: يري الكافر المتكبر جهنم كلما ينظر ورائه، فهي له بالمرصاد، قال تعالي ﴿وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ وما هو بخارج منها، ويُسقى فيها من القيح والدم الذي يَخْرج من أجسام أهل النار.. فلا يروي عطشه، ولا يزال يُعَذب بصنوف العذاب.

17–يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ 

يحاول المتكبر ابتلاع القيح والدم وغير ذلك مما يسيل من أهل النار مرة بعد مرة، فلا يستطيع أن يبتلعه; لقذارته وحرارته ، ومرارته .. ويأتيه العذاب الشديد من كل نوع ومن مكان، ومن كل عضو من جسده، وليس هو بميت فيستريح، بل يبقى حيًّا يعاني العذاب، وله من بعد هذا العذاب عذاب آخر قوي متصل لا ينتهي.. 

18–مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ 

–قدم لنا تعالي مثلا لأعمال البر للكافر بأنها كالرماد لن يجد لها ثوابا لأنه كافر

مثل ما يقدمه الكفار من أعمال البر كالصدقة والإحسان ، وصلة الأرحام، والرحمة بالضعيف، مثل رماد اشتدت به الرياح في يوم شديد هبوب الرياح، فحملته بقوة، وفرّقته في كل مكان حتى لم يبق له أثر ..

–وهكذا أعمال الكفار عصف بها الكفر، فلم تنفع أصحابها يوم القيامة، ولم يجدوا لها ثوابا، ذلك العمل الذي لم يُؤَسَّس على الإيمان هو الضلال البعيد عن طريق الحق.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

إن الأنبياء والرسل بشرٌ فضلهم الله بحمل الرسالة واصطفاهم من بين بني آدم.

_على الداعية أن يعلم أن هناك صعوبات ستقابله، منها الطرد والنفي والإيذاء .

–إن الدعاة والصالحين موعودون بالنصر والاستخلاف في الأرض.

 –إبطال ثواب أعمال الكافرين الصالحة، لفقدها شرط الإيمان، وإن عملوا الكثير. بسبب كفرهم.




 




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-