شائع

تفسير سورة إبراهيم صفحة 256 من الآيات (6 - 10) .. وفوائد الآيات

التفسير 

6–وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ 

واذكر -أيها الرسول- لقومك قصة موسى عليه السلام، مع قومه من بني إسرائيل إذ قال لهم : اذكروا نعم الله تعالي عليكم التي منها :-

–حين أنجاكم من فرعون وأتباعه يذيقونكم أشد العذاب ..

–ويذبِّحون أبناءكم المولودين من الذكور حتى لا يأتي منهم من يستولي على مُلْك فرعون .. 

–ويستحيونويبقون نساءكم على قيد الحياة؛ لإذلالهن وإهانتهن ..

–وفي ذلكم البلاء من فرعون وملأه .. والإنجاء منه، هو اختبار لكم من ربكم عظيم ؛ لينظر هل تصبرون علي عبادته، وتشكرونه أم لا؟

7–وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ 

–وقال موسى عليه السلام محثا قومه علي شكر نعم الله عليهم : 

–واذكروا حين أعلمكم ربكم إعلامًا مؤكَّدًا :-

لئن شكرتم الله على ما أنعم به عليكم من تلك النعم المذكورة - بالتوحيد والطاعة - ليزيدنكم عليها من إنعامه وفضله

–ولئن جحدتم نعم الله التي أنعمها عليكم ولم تشكروها وذلك - بالكفر والعصيانليعذبنَّكم عذابًا شديدًا في الدنيا، ومن ذلك أن يزيل عنكم نعمه، وبالعذاب المقيم في الآخرة .. 

8–وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ 

–وقال موسى عليه السلام لقومه : إن تكفروا أنتم وجميع أهل الأرض معكم، فلن تضروا الله شيئًافالطاعات لا تزيد في ملكه، والمعاصي لا تنقصه..

–فإنما ضرر كفركم يعود عليكم في الدنيا والآخرة فإن الله غني: عن خلقه، حميديسبح بحمده كل من في السماوات ، ومن في الأرض .. فلا ينفعه إيمان المؤمنين ، ولا يضره كفر الكافرين ..

9–أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ

يقول تعالى مخوفا عباده بما أحله بالأمم المكذبة حين جاءتهم الرسل، فكذبوهم ..

-ألم يأتكم - يا أمَّة محمد - من خبر إهلاك الأمم المكذبة التي سبقتكم .. قوم نوح ، وقوم هود ، وقوم صالح , وقد ذكر الله قصصهم في كتابه العزيز وبسطها والأمم التي جاءت من بعدهم وهم كثيرون لا يحصي عددهم إلا الله؟

–لقد جاءتهم رسلهم بالدلائل الواضحة، فعضوا أيديهم بأفواههم - غيظا - من الرسل؛ استنكافًا عن قَبول الإيمان, وقالوا لرسلهم: إنا لا نصدِّق بما جئتمونا به, وإنا لفي شكٍّ مما تدعوننا إليه من الإيمان والتوحيد مريب. 

10–قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ 

قالت رسلهم ردًّا عليهم :-  

–أفي الله وعبادته -وحده- لا شريك له ريب كيف؟ وأنه:-

–خالق السموات والأرض، ومنشئهما من العدم على غير مثال سابق ..

–وهو يدعوكم إلى الإيمان به .. ليمحو عنكم من ذنوبكم السابقة، ويؤخركم إلى حين استيفائكم آجالكم المحددة في الدنيا، فلا يعذبكم ، وهذا لكم؟ 

–وقال المشركون لرسلهم : ما نراكم إلا بشرًا صفاتكم كصفاتنا، لا فضل لكم علينا يؤهلكم أن تكونوا رسلا بل تريدون منعنا عن عبادة ما كان يعبده آباؤنا من الأصنام والأوثان، إذا فعليكم أن تأتونا بحجة ظاهرة تدل على أنكم رسل من عند الله إلينا ..

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

من وسائل الدعوة تذكير بنعم الله عليهم، مثل النصر على عدوه، أو النجاة منه.

–من فضل الله تعالى أنه وعد عباده مقابلة شكرهم بمزيد الإنعام والفضل

–توعد الله تعالي لمن يجحد بنعمه بعدم شكرها، فإن عذابه شديد.

–كفر العباد لا يضر اللهَ شيئاً ، كما أن إيمانهم لا يضيف إليه شيئًا، فهو غني حميد بذاته.








حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-