شائع

تفسير سورة هود صفحة 235 من الآيات (118 - 123) .. وفوائد الإيات

التفسير

118–وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ 

–ولو شاء ربك - أيها الرسول- لجعل الناس أمة واحدة على دين واحد وهو - دين الإسلام - ولكنه سبحانه لم يشأ ذلك فلا يزال الناس مختلفين في أديانهم ; بسبب اتباع الهوى والبغي ، وذلك مقتضى حكمته.

119–إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ 

–إلا مَن رحم ربك -أيها الرسول- الذين آمنوا بالله واتبعوا رسله فإنهم لا يختلفون في توحيد الله وما جاءت به الرسل من عند الله .. وقد اقتضت حكمة ربك أن خلق الناس مختلفين ..

ولذلك الاختبار - بالاختلاف - خلقهم سبحانه فمنهم فريق شقيٌّ وفريق سعيد، وبهذا يتحقق وعد ربك في - قضائه وقدره - الذي قدره وقضاه منذ الأزل -بملء جهنممن أتباع الشيطان من الجن والإنس الذين لم يهتدوا للإيمان .

–وقد اقتضت حكمته، أن خلقهم، ليكون منهم السعداء والأشقياء  والمتفقون ، والمختلفون  والفريق الذين هدى الله ، والفريق الذين حقت عليهم الضلالة ، ليتبين للعباد ، عدله وحكمته  وليظهر ما كمن في الطباع البشرية من الخير والشر ، ولتقوم سوق الجهاد والعبادات التي    لا تتم ولا تستقيم إلا بالامتحان والابتلاء ..

120–وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ 

لما ذكر تعالي في هذه السورة من أخبار الأنبياء، ذكر الحكمة من ذلك فقال تعالي :-

–وكل خير نقصُّه عليك - أيها النبي - من أخبار الرسل الذين كانوا قبلك لكل ما تحتاج إليه مما يقوِّي قلبك للقيام بأعباء الرسالة ولنُثَبِّت قلبك على الحق ونقوّيه ..وتصبر كما صبر أولو العزم من الرسل، فإن النفوس تأنس بالاقتداء ..

–ولقد جاءك في هذه السورة:-
–ما اشتملت عليه من أخبار, وبيان للحق الذي أنت عليه ..
–وجاءك فيها موعظة يرتدع بها الكافرون ..
وذكرى للمؤمنين الذين ينتفعون بالذكرى ..

121–وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ 

–وقل -أيها الرسول- للذين لا يؤمنون بالله، ولا يوحدونه: اعملوا على طريقكم في الإعراض عن الحق والصد عنه .. إنا عاملون على طريقنا في الثبات عليه ، والدعوة له ، والصبر عليه ..وهذا خطاب موجه للأمة.. 

122– وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ

–وقل -أيها الرسول- للذين لا يؤمنون بالله، ولا يوحدونه، انتظروا عاقبة أمرنا وما ينزل بنا.. فإنَّا منتظرون عاقبة أمركم وما ينزل بكم .. وفي هذا تهديد ووعيد لهم.

وقد فصل الله تعالي بين الفريقين وأرى نصره لعباده المؤمنين، وقمعه لأعداء الله المكذبين

123–وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ 

–ولله وحده علم الغيب كله يعلم كل ما غاب في السموات والأرض - لا يخفي عليه شيء - وإلي الله وحده يرجع أمر الخلائق جميعا - يوم القيامة فاعبده -أيها الرسول- وحده، وتوكل عليه في كل أمورك، وليس ربك بغافل عما تعملون، بل هو عليم به ، وسيجازي كلًّا بما عمل ، وهذا خطاب موجه للأمة ..

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–بيان الحكمة من القصص القرآني، وهي تثبيت قلب النبي  وموعظة المؤمنين.

–انفراد الله تعالى بعلم الغيب لا يشركه فيه أحد.

–اشتمال القرآن على أحسن القصص


–تم تفسير سورة هود، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين ..






حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-