شائع

تفسير صفحة 232 من الآيات (89 - 97) .. وفوائد الآيات


التفسير 

89–وَيَا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ 

–قال شعيب عليه السلام : ياقوم ، لا تَحْمِلَنَّكم عداوتكم لي وخلافي معكم على العناد والإصرار على ما أنتم عليه من الكفر بالله تعالي والتكذيب بما جئت به؛ إني أخاف أن ينالكم من العذاب مثلُ ما نال قوم نوح، أو قوم هود، أو قومِ صالح ، وما قوم لوط منكم ببعيد .. لا زمانا ولا مكانًا .. وقد علمتم ما أصابهم، - فاعتبروا - .

90–وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ 

في الآية إثبات صفة - الرحمة والمودة - لله تعالى كما يليق به سبحانه.

–واطلبوا المغفرة من ربكم، ثم توبوا إليه من ذنوبكم  توبة نصوحا - واستمروا علي طاعته -  إن ربي رحيم بالمؤمنين .. ودود شديد المحبة لمن تاب منهم وأناب إليه ..

91–قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ 

قال قوم شعيب : يا شعيب، ما نفهم كثيرًا مما تقول به من هذه الدعوة ، وإنا لنراك فينا ضعيفا بسبب :-

–ما أصاب عينيك من ضعف أو عمى .

–وأنك لست من الكبراء ولا من الرؤساء بيننا .. بل من المستضعفين.

–ولولا أنَّ عشيرتك على- ملتنا - لقتلناك رَجْما بالحجارة ولست علينا بعزيز حتَّى نهاب قتلك، وإنما تركنا قتلك احترامًا لعشيرتك .. وليس لشيء آخر .

92–قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيّاً إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ 

–قال شعيب مشفقا لقومه: يا قوم ، أعشيرتي أكرم وأعز عندكم من الله ربكم ؟! 

–فتتركوا قتلي من أجل عشيرتي وليس من أجل خوفكم من ربكم الذي ترجغون إليه ..

–كما أنكم قد نبذتم -أمر ربكم- فجعلتموه خلف ظهوركم، لا تؤمنوا به ، ولا بدعوته ، ولا بنبيه الَّذي بعثه إليكم ..

–إن ربي بما تعملون محيط لا يخفى عليه شيء من أعمالكم .. وسوف يجازيكم عليها في الدنيا بالهلاك، وفي الآخرة بالعذاب.

93–وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ

–لما عجز شعيب عليه السلام عن قومه وأتعبوه قال لهم: يا قوم اعملوا كل ما تستطيعون على طريقتكم ودينكم الذي ارتضيتموه لأنفسكم وأنا عامل ومثابر على .. طريقتي وديني الذي ارتضيته لنفسي وما وهبني ربي مِن دعوتكم إلى التوحيد 

–فسوف تعلمون مَن منا سوف يأتيه عذاب يذلُّه عقابًا له ، ومَن منا كاذب في قوله ، أنا أم أنتم ؟! وانتظروا ما سيحل بكم من الهلاك إني معكم من المنتظرين. وهذا تهديد شديد لهم.

94–وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتْ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ 

–ولما جاء أمر الله بإهلاك - قوم شعيب - نجَّينا شعيبًا عليه السلام ..والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة : صوت شديد من السماء مهلك فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ ميتين لا تسمع لهم صوتا، ولا ترى منهم حركة ..

95–كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلا بُعْداً لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ 

كأن "مدين" ما أقاموا في ديارهم، ولا تنعموا فيها وقتًا من الأوقات. ألا بُعدًا لـ "مدين" - إذ أهلكها الله وأخزاها - كما بَعِدت "ثمود" فقد اشتركت هاتان القبيلتان في البعد والهلاك ..

96–وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ 

–ولقد أرسلنا موسى عليه السلام إلي فرعون وقومه - بآياتنا - كالعصا واليد ونحوهما الدالة على صدق ما جاء به عليه السلام .. وسلطان مبين حجج ظاهرة بينة ظهرت ظهور الشمس. وكَذِبِت كلِّ من ادَّعى الربوبية دون الله سبحانه وتعالى.

97–إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ 

–ولقد أرسلنا موسى إلى فرعون وأشراف قومه، فلم يستجبوا لدعوته - وكفر فرعون - وأمر قومه أن يتبعوه في الكفر بالله - فأطاعوه - وخالفوا أمر نبيهم .. وإنه ليس في أمر فرعون رشد ولا هدى .. وإنما هو جهل وضلال وكفر بالله

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

ذمّ الجهلة الذين لا يفقهون عن الأنبياء ما جاؤوا به من الآيات.

–ذمّ وتسفيه من اشتغل بأوامر الناس، وأعرض عن أوامر الله.

–بيان دور العشيرة في نصرة الدعوة والدعاة.

–طرد المشركين من رحمة الله تعالى.



 




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-