شائع

تفسير سورة هود صفحة 230 من الآيات (72 - 81) .. وفوائد الآيات

التفسير 

72–قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ 

قالت سارة متعجبة الأمر لما بشرتها الملائكة بإسحاق ولدا : كيف ألد وأنا عجوز قد آيست من الولد، وهذا زوجي في حال الشيخوخة والكبر؟ إن إنجاب الولد مِن مثلي ومثل زوجي مع كبر السن لَشيء عجيب. لم تَجْر العادة به.

73–قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ 

–قالت الملائكة لسارة لمَّا تعجبت من البشرى: أتعجبين من قضاء الله وقدره ؟! فمثلك لا يخفى عليه أن الله قادر على فعل هذه -المعجزة- رحمة الله وبركاته عليكم -يا أهل بيت إبراهيم- إن الله حميد في صفاته وأفعاله، ذو مجد ورفعة.

74–فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ 

–فلما ذهب عن إبراهيم عليه السلام - الخوف - الذي أصابه من ضيوفه الذين لم يأكلوا طعامه وعلم أنهم ملائكة وجاءته البشرى بأنه سيولد له إسحاق ثم يعقوب، ظلَّ يجادل رسلنا فيما قد أرسلناهم به من عقاب قوم لوط وإهلاكهم لعلهم يؤخرون عنهم العذاب .. وينجون لوطًا وأهله.

75–إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ 

إن إبراهيم عليه السلام حليم : فهو يحب تأخير العقوبة وإنه أَوَّاهٌ: كثير التضرع إلى ربه في جميع الأوقات، مُنِيبٌ : كثير الدعاء، تائب يرجع إلى الله في أموره كلها..

76–يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ 

–قال الملائكة: يا إبراهيم أعرض عن هذا الجدال في أمر قوم لوط والتماس الرحمة لهم; فإنه قد جاء أمر ربك الَّذي قدره عليهم -بهلاكهم- وإنهم نازل بهم عذاب عظيم -ليس مصروفا عنهم- لا يرده جدال ولا دعاء .

77–وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ 

–ولما جاءت الملائكة لوطًا عليه السلام في هيئة رجال لم يكن يعلم أنهم رسل الله فحزن وساءه مجيئهم وضاق صدره لأنه خاف عليهم من قومه الذين يأتون الرجال شهوة من دون النساء وقال لوط عليه السلام هذا يوم شديد؛ لظنه أن قومه سيغالبونه على ضيوفه.

78–وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِي فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ 

وجاء قوم لوط : يسرعون المشي إليه قاصدين فعل الفاحشة بضيوفه، ومن قبل ذلك كان من عادة قومه إتيان الرجال شهوة من دون النساء قال لوط عليه السلام : إن هؤلاء بناتي من جملة نسائكم فتزوجوهن؛ فهن أطهر لكم من فعل هذه الفاحشة .

–ويا قوم : خافوا من الله تعالي ، واحذروا عقابه ولا تفضحوني بالاعتداء على ضيفي، أليس منكم رجل ذو عقل راجح سديد ينهاكم عن هذا الفعل القبيح ؟!

79–قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ 

قال قوم لوط له: لقد علمتَ من قبلُ أنه ليس لنا في النساء من حاجة أو شهوة، وإنك لتعلم ما نريد، نحن لا نريد إلا الرجال ولا رغبة لنا في نكاح النساء.

80–قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ 

–قال لوط عليه السلام لقومه: حين أصروا علي فعل الفاحشة: لو أن لي بكم قوة أدفعكم بها لمنعتكم، أو أركَن إلى عشيرة .. تمنعني منكم  فأحول بينكم وبين ضيوفي وما تريدون .

81–قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنْ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمْ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ 

قالت الملائكة: يا لوط إنَّا رسل ربك أرسلنا الله لإهلاك قومك، وإن قومك لن يصلوا إليك بسوء فاخرج من هذه القرية أنت وأهلك ليلًا في ساعة مظلمة. ولا يلتفت منكم أحد وراء ظهره; لكي لا يرى العذاب فيصيبه، لكنَّ امرأتك التي قد خانتك بالكفر والنفاق سوف يصيبها ما أصاب قومك من الهلاك، إن موعد هلاك قومك الصبح ، وهو موعد قريب الحلول ..

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–بيان فضل ومنزلة خليل الله إبراهيم عليه السلام، وأهل بيته.

مشروعية الجدال عمن يُرجى له الإيمان قبل الرفع إلى الحاكم.

–بيان فظاعة وقبح عمل قوم لوط.

  




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-