شائع

تفسير سورة هود صفحة 229 من الآيات ( 63 - 71) .. وفوائد الآيات

التفسير 

63–قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنصُرُنِي مِنْ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ 

–توضح الآية ثبات صالح عليه السلام على دعوته وحرصه على طاعة ربه سبحانه وتعالي

قال صالح ردًّا على قومه: يا قوم، أخبروني إن كنت أنا على حجة واضحة من ربي، وأعطاني منه رحمة وهي النبوة، فمن يمنعني من عقابه إن أنا عصيته وخالفت أمره فلم أبلِّغ رسالته وأنصحْ لكم، إرضاء لكم ومسايرة في باطلكم؟! إنكم ما تزيدونني غير تضليل ، والوقوع في الخسران ، والتعرض لعذاب الله وسخطه ..

64–وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ 

ويا قوم هذهناقة الله - معجزة ولدت من بين الصخور .. قد جعلها لكم ربكم حجة وعلامة تدلُّ على صدق رسالتي وفيما أدعوكم إليه ..

فاتركوها تأكل في أرض الله فليس عليكم من رزقها شيء من مؤنتها وعلفها .. ولا تمسُّوها بعَقْر : أي ذبح فإنكم إن فعلتم ذلك يأخذكم من الله عذاب قريب من عَقْرها. 

65–فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ

 فنحروا الناقة إمعانًا في التكذيب، فقال صالح عليه لقومه: استمتعوا بالحياة في أرضكم هذه مدة ثلاثة أيام من عَقْرِكم للناقة، فإن عذاب الله نازل بكم بعدها لا محالة، وذلك وَعْدٌ من الله غير مكذوب, لا بد من وقوعه. 

66–فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ 

فلما جاء أمرنا بهلاك ثمود نجينا صالحًا عليه السلام والذين آمنوا معه من الهلاك برحمة منا, ونجيناهم من هوان ذلك اليوم وعذابه وذلَّته. إن ربك -أيها الرسول- هو القوي العزيز, ومِن قوته وعزته أن الله أهلك الأمم الطاغية, ونجَّى الرسل وأتباعهم.

67–وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ 

–وأخذت الصيحة القوية وهو صوت شديد مهلك لقوم ثمود الظالمين فأصبحوا في ديارهم موتى هامدين ساقطين على وجوههم لا حِرَاك لهم.

68–كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِثَمُودَ 

كأنهم في سرعة زوالهم وفنائهم لم يعيشوا فيها أبدا، ولا تنعموا بها يوما من الدهر؛ وذلك لأن ثمود جحدوا بآيات ربهم وحججه ، ألا بُعْدًا لثمود وطردًا لهم من رحمة الله فما أشقاهم وأذلَّهم!!

69–وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلاماً قَالَ سَلامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ 

–ولقد جاءت الملائكة في هيئة رجال إلى إبراهيم عليه السلام؛ مبشرين إياه وزوجته بإسحاق ثم بيعقوب .. وذلك حين أرسلهم الله لإهلاك قوم لوط، وأمرهم أن يمروا على إبراهيم، ويبشروه بغلام له ..

–فلما دخل الملائكة قالوا : سلامًا، فرد عليهم إبراهيم عليه السلام بقوله: سلام .. ثم ذهب مسرعًا ، فجاءهم بعجل مشوي؛ ليأكلوا منه ظنًّا منه أنهم رجال.

70–فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ 

فلما رأى إبراهيم عليه السلام أيديهم لا تَصِل إلى العجل الذي أتاهم به ولا يأكلون منه.. أنكر ذلك منهم، وأحس بخيفة وأضمرها في نفسه، قالت الملائكة - لما رأت الخوف - بإبراهيم عليه السلام -: لا تَخَفْ إنا - ملائكة - أُرسلنا ربك إلى قوم لوط لإهلاكهم.

71–وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَقَ يَعْقُوبَ 

وامرأة إبراهيم - سارة - كانت قائمة فضحكت تعجبًا مما سمعت  من الملائكة، فبشرناها على ألسنة الملائكة .. بأنها ستلد مِن زوجها إبراهيم ولدًا يسمى - إسحاق - ويكون لإسحاق ولد هو يعقوب 

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–عناد واستكبار المشركين حيث لم يؤمنوا بآية صالح عليه السلام وهي من أعظم الآيات.

–استحباب تبشير المؤمن بما هو خير له.

–مشروعية السلام لمن دخل على غيره، ووجوب الرد.

–وجوب إكرام الضيف، وتقديم أفضل ما لديك.





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-