شائع

تفسير سورة هود صفحة 227 من الآيات ( 46 - 54) .. وفوائد الآيات


التفسير

46–قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ 

–قال الله: يا نوح، إن ابنك الَّذي سألتني إنجاءه ليس من أهلك .. الذين وعدتك بإنجائهم - لأنه كافر- فإن سؤالك يا نوح عمل غير مناسب منك ولا يصلح لمن هو في مقامك، لأن دعائك الذي دعوت به إنما هو - لنجاة كافر - عمل غير صالح لا يؤمن بالله ولا رسوله، فلا تسألني ما ليس لك به علم ولا تعلم عاقبته، ومآله، وهل يكون خيرا، أو شرا، إني أحذرك أن تكون من الجاهلين.

47–قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنْ الْخَاسِرِينَ 

فحينئذ ندم نوح، عليه السلام، ندامة شديدة، على ما صدر منه، وقال رب، إني ألتجئ وأعتصم بك من أن أسألك ما لا علم لي به، وإن لم تغفر لي ذنبي، وترحمني برحمتك، أكن من الخاسرين الذين خسروا حظوظهم في الآخرة.

48–قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ 

قال الله لنوح عليه السلام: يا نوح ، انزِل من السفينة على الأرض بسلامة وأمن، وبنِعَمٍ من الله كثيرة عليك، وعلى أمم ممن كانوا معك في السفينة من المؤمنين، وهناك أمم أخرى يأتون من ذريتهم كافرون سنمتعهم في هذه الحياة الدنيا ونعطيهم ما يعيشون به، ثم ينالهم منا في الآخرة عذاب موجع. 

49–تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ 

–تلك القصة - أيها الرسول - التي قصصناها عن نوح وقومه هي من أخبار الغيب السالفة، نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك مِن قبل هذا البيان .. فاصبر على تكذيب قومك وإيذائهم لك كما صبر نوح عليه السلام والأنبياء من قبل إن - العاقبة الطيبة للمتقينالذين يمتثلون لأوامر الله، ويجتنبون نواهيه ..كما كانت لنبي الله نوح على قومه.

50–وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ 

–كان الطوفان العظيم أوّل عقوبة نزلت وعمّت البشر، ثم إنّ أول قبيلة كفرت بعده كانت (قوم عاد) ذات المكانة العظيمة في الجزيرة العربية، وكانوا يعيشون في منطقة تدعى الاحقاف، وهي تقع في حضرموت بين اليمن وعُمان، – كان قوم عاد معروف عنهم .. بنيتهم الجسمانية القوية كما كانوا طغاة ايضا فنشروا الكفر بالله تعالى في أرجائها فأرسل الله لهم نبيهم هود، ليدلهم على الطريق الصحيح وهو عبادة الله وحده لا شريك له.

وأرسلنا إلى قبيلة عاد أخاهم هودًا في النسب ليتمكنوا من .. الأخذ عنه، ولعلمهم به وبصدقه فأمرهم بعبادة الله وحده، ونهاهم عما هم عليه، من عبادة غير الله، وأخبرهم أنهم قد افتروا على الله الكذب في عبادتهم لغيره, وتجويزهم لذلك، ووضح لهم وجوب عبادة الله، وفساد عبادة ما سواه

51–يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ 

–قال هود عليه السلام : يا قوم لا أسألكم على ما أبلغكم من ربي وترك عبادة الأوثان وغيرها.. أجرًا، فتقولوا: هذا يريد أن يأخذ أموالنا إنما أجري على الله الذي خلقني .. أفلا تعقلون وتستجيبون لما أدعوكم إليه من عبادة الله وحده وتميِّزوا بين الحق والباطل ؟!

52–وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ 

–ويا قوم، اطلبوا المغفرة من الله، ثم توبوا إليه من ذنوبكم -وأكبرها الشرك- يثيبكم علي ذلك:-

بإنزال المطر الكثير، التي يخصب الأرض، ويكثر خيرها وزروعها ..

–ويزدكم عزًّا إلى عزكم .. بإكثار الذرية والأموال وتتابع النِّعم عليكم

–ولا تعرضوا عن دعوتي، فتكونوا من المجرمين بكفركم بالله وتكذيبكم بما جئت به.

53–قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ 

قال قومه: يا هود، ما جئتنا بحجة جلية وبرهان قوي تجعلنا نؤمن بك، ونحن لسنا بتاركي عبادة آلهتنا من أجل قولك الخالي من الحجة والبرهان، ولسنا بمؤمنين لك فيما تدعيه من أنك رسول.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–لا يملك الأنبياء الشفاعة لمن كفر بالله حتَّى لو كانوا أبناءهم.

–عفة الداعية وتنزهه عما في أيدي الناس أقرب للقبول منه.

–فضل الاستغفار والتوبة، وأنهما سبب إنزال المطر وزيادة الذرية والأموال.





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-