شائع

تفسير سورة هود صفحة 225 من الآيات (29 - 37) .. وفوائد الآيات


التفسير

29–وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ 

قال نوح عليه السلام لقومه: يا قوم لا أسألكم على دعوتكم لتوحيد الله وإخلاص العبادة له مالاً تؤدونه إليَّ بعد إيمانكم, ولكن ثواب نصحي لكم على الله وحده ..وليس لي أن أطرد عن مجلسي فقراء المؤمنين لكي تؤمنوا بالله !

–فكيف تأمرونني بطرد أولياء الله وإبعادهم عني ؟! فإنهم ملاقوا ربهم يوم القيامة وهو مجازيهم على إيمانهم إنني أراكم قومًا تجهلون :-

1-حقيقة هذه الدعوة حين تطلبون طرد الضعفاء من المؤمنين، فإن الدعوة للجميع ..
2-عاقبة أمركم .. بكفركم ، وخلودكم في النار

30–وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنصُرُنِي مِنْ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ 

ويا قوم، من يدفع عني عذاب الله .. إن طردت هؤلاء المؤمنين ظلمًا بغير ذنب؟ فإن طردهم موجب للعذاب والنكال، الذي لا يمنعه من دون الله مانع .. أفلا تتذكرون وتسعون إلى ما هو أصلح لكم وأنفع ؟!

31–وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمْ اللَّهُ خَيْراً اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَمِنْ الظَّالِمِينَ 

–إنما أنا رسول الله إليكم أبشركم وأنذركم ، وأما ما عدا ذلك، فليس بيدي من الأمر شيء ..

–فلا أقول لكم عندي خزائن الله .. أدبرها بنفسي فأعطي من أشاء، وأحرم من أشاء
–ولا أقول لكم : إني أعلم الغيب فأخبركم بما في سرائركم وبواطنكم 
–ولا أقول لكم: إني من الملائكة فأدعي منزلة غير التي أنزلني الله بها، بل أنا بشر مثلكم ..
–ولا أقول عن الفقراء .. الذين تحتقرهم أعينكم وتستصغرهم : أن الله لن يعطيهم توفيقًا ولا هداية، الله أعلم بهم ، وبنياتهم وأحوالهم ..

–إني إن ادعيت بذلك .. إني إذًا لمن الظالمين لأنفسهم ولغيرهم ..

32–قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنْ الصَّادِقِينَ 

فلما رأوه، لا يفتر عما كان عليه من دعوتهم، ولم يدركوا منه مطلوبهم قالوا تَعَنُّتًا وتكبرًا: يا نوح، إنك قد  قد حاججتنا .. فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا به من العذاب إن كنت من الصادقين فيما تدعيه .. 

33–قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ 

–ولما لم يعدلوا عن الاستعجال بالعذاب قال لهم نوح: أنا لا آتيكم بالعذاب، إنما يأتيكم به الله إن شاء، وما أنتم بقادرين على الإفلات من عذاب الله إذا جاءكم عذابه وأنا ليس بيدي من الأمر شيء.

34–وَلا يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ 

–ولا ينفعكم نصحي وتذكيري لكم بالإيمان، فقد لبثت فيكم ألف سنة إلا خمسون عاما، فحرصت غاية مجهودي ونصحت لكم أتم النصح، إن كان الله .. يريد أن يضلَّكم عن الصراط المستقيم ويخذلكم عن الهداية بسبب عنادكم ، فإن إرادة الله هي الغالبة -فهو ربكم- يفعل بكم ما يشاء، ويحكم فيكم بما يريد .. وَإِلَيْهِ وحده ترجعون يوم القيامة ، فيجازيكم  علي أعمالكم ..

35–أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنْ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ 

–بل أيقول هؤلاء المشركون من قوم نوح: افترى نوح هذا الدين ؟ قل لهم يا نوح : إن كنتُ افتريتُ ذلك على الله فعليَّ وحدي إثم ذلك .. وإذا كنتُ صادقًا فأنتم المجرمون الآثمون، وأنا بريء مِن كفركم وتكذيبكم وإجرامكم.

36–وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلاَّ مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ 

وأوحى الله إلى نوح عليه السلام .. لـمَّا حق على قومه العذاب، أنَّه لن يؤمن من قومك - يا نوح - إلا من قد آمن من قبل، فلا تحزن بسبب ما كانوا يفعلونه من التكذيب والاستهزاء بك خلال تلك المدة الطويلة.

37–وَاصْنَعْ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ 

واصنع السفينة - يا نوح - بمرأى منا محفوظًا وبوحينا بتعليمك كيف تصنعها .. ولا تخاطبني طالبًا إمهال الذين ظلموا أنفسهم بالكفر، إنهم مُغْرَقون - لا محالة - بالطوفان، لقد حق عليهم القول؛ عقابًا لهم على إصرارهم على الكفر.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–عفة الداعية إلى الله وأنه يرجو منه الثواب وحده.

–حرمة طرد فقراء المؤمنين، ووجوب إكرامهم واحترامهم.

–استئثار الله تعالى وحده بعلم الغيب.

–مشروعية جدال الكفار ومناظرتهم.

  



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-