شائع

تفسير سورة هود صفحة 224 من الآيات (20 - 28) .. وفوائد الآيات

التفسير 
20–أُوْلَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمْ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ 

–أولئك الكافرون لم يكونوا قادرين على الهرب في الأرض من عذاب الله إذا نزل بهم لأنهم تحت قبضته وسلطانه ، وليس لهم حلفاء وشفعاء يدفعون عنهم العذاب .. ويوم القيامة يضاعَفُ لهم العذاب ويزداد في جهنم لأنهم :-

قد ضلوا بأنفسهم وأضلوا غيرهم ..
–وكانوا لا يستطيعون أن يسمعوا آيات القرآن سماع منتفع 
–وكانوا لا يبصروا آيات الله في هذا الكون إبصار مهتد;
 –فهم بكم عمي لا يعقلون لاشتغالهم بالكفر الذي كانوا عليه مقيمين ..

21–أُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ 

–أولئك الذين اتخذوا الشرك مع الله قد خسروا أنفسهم بإيرادها موارد الهلاك وذهب عنهم ما كانوا يختلقونه من .. الشركاء والشفعاء، التي يدَّعون أنها تشفع لهم.

22–لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمْ الأَخْسَرُونَ 

–حقًّا إنهم يوم القيامة هم الأخسرون صفقة، حيث استبدلوا الكفر بالإيمان، والدنيا بالآخرة، والعذاب بالرحمة، والدركات بالدرجات فكانوا   في جهنم، وذلك هو الخسران المبين.

23–إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ 

ولما ذكر تعالي حال الأشقياء ذكر أوصاف السعداء وجزاؤهم عند الله فقال تعالي:-

–إن الذين آمنوا بالله ورسله، وعملوا الأعمال الصالحات، وخضعوا وخشعوا لله أولئك هم أصحاب الجنّة، ماكثون فيها أبدًا، لا يموتون فيها, ولا يَخْرجون منها أبدًا ..

24–مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلا تَذَكَّرُونَ 

–مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ :- لا يستوي عند الله تعالي فريق الكافرين الأشقياء، وفريق المؤمنين السعداء حالًا وصفة !

–ففريق الكافرين: هو كالأَعْمَى لأنهم لا يبصرون الحق إبصارًا ينفعهم، وهو كالأصم لا يسمعون الحق سماع قبول فينتفعون به ..

–وفريق المؤمنين: فهو الْبَصِيرِ الذي أبصر حجج الله فآمن بها، والسَّمِيعِ : الذي سمع داعي الله فأجابه، فهو الَّذي يجمع بين السمع والإبصار ..

–هل يستوي هذان الفريقان عند الله حالًا وصفة ؟! لا يستويان .. أفلا تعتبرون بعدم استوائهما ؟!  فتذكرون الأعمال، التي تنفعكم، فتفعلونها، والأعمال التي تضركم، فتتركونها.

25–وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ 

يخبر تعالي مسليا نبيه  بأنه ليس أول من كُذِّب، وذلك بذكر قصص الأنبياء، فقال سبحانه:

–ولقد أرسلنا رسولنا نوحا عليه السلام أول المرسلين إلى قومه وذلك :-

ليدعوهم إلى عبادة الله وحده ، وينهاهم عن الشرك 

نذير لهم من عذاب الله، إن لم يؤمنوا به وحده 

مبيِّنا لهم رسالته، وما أُرسل به إليهم من أمر الله ونهيه.

26–أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ 

–قال نوح عليه السلام لقومه أدعوكم ألا تعبدوا إلا الله, إني أخاف عليكم -إن لم تفردوا الله وحده بالعبادة- عذاب يوم موجع وهو -يوم القيامة- إن لم تقوموا بتوحيد الله وتطيعوني 

27–فَقَالَ الْمَلأ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِي الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ 

–فقال الأشراف والرؤساء الذين كفروا من قوم نوح عليه السلام : لن نستجيب لدعوتك:-

لأنه لا مزية لك علينا فإنك لست بمَلَك ولكنك بشر مثلنا 
–ولأننا لا نراك اتبعك إلا الأراذل والسفلة  -بَادِيَ الرَّأْيِ- من غير تفكر ولا رويَّة .. فإنك بمجرد ما دعوتهم اتبعوك ..
–ولأنه ليس لكم زيادة في الشرف والمال والجاه تؤهلكم لأن نتبعكم، بل نظنكم كاذبين في دعوي الرسالة والنبوة وما تدعونه .

–وهم علي زعمهم الأشراف وأهل العقول الذين انقادوا للحق ولم يكونوا كالأراذل .. وهم اتخذوا آلهة من الحجر والشجر يتقربون ويسجدون لها فهل ترى أرذل من هؤلاء وأخس؟.

28–قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ 

–قَالَ لهم نوح مجاوبا يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ ويقين وجزم مِنْ رَبِّي بأني ..الرسول القدوة الذي أرسلني إليكم  -الصادق حقا-، فإذا قال: إني على بينة من ربي، فحسبك بهذا القول، شهادة له وتصديقا.

–وأعطاني رحمة من عنده وهي النبوة والرسالة ومنَّ علي بالهداية.. أفخفيت عليكم أمر الرسالة وبها تثاقلتم ؟! إنما ذلك لجهلكم وغروركم فهل نحن نجبركم على قبولها والإيمان بها .. وندخل الإيمان في قلوبكم كرهًا ؟! نحن لا نقدر على ذلك ، فالذي يوفق للإيمان هو الله.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–الكافر لا ينتفع بسمعه وبصره انتفاعًا يقود للإيمان، فهما كالمُنْتَفِيَين عنه بخلاف المؤمن.

–سُنَّة الله في أتباع الرسل أنهم الفقراء والضعفاء لخلوِّهم من الكِبْر.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-