شائع

تفسير سورة هود صفحة 223 من الآيات (13 - 19) .. وفوائد الآيات


التفسير 

13–أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنْ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ 

يقول المشركون: إن محمدا  اختلق القرآن وأنه ليس وحيًا من عند الله، قل -أيها الرسول- متحديًا إياهم: فأتوا بعشر سور مثل هذا القرآن مُخْتَلقات ..في الفصاحة والبلاغة فإنكم عربيون فصحاء ..

–ولا تلتزمون فيهم بصدق مثل هذا القرآن الَّذي زعمتم أنَّه مُخْتَلق، وادعوا من استطعتم دعاءه ؛ لتستعينوا به على فعل ذلك إن كنتم صادقين في دعوى أن القرآن مُخْتَلق.

14–فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ 

–فإن لم يأتوا بما طلبتم (عشر سور مفتريات) لعدم قدرتهم علي ذلك فاعلموا -أيها المؤمنون- علم اليقين أن :-

 –القرآن الكريم إنما أنزله الله بعلمه ووحيه على رسوله محمد ﷺ وأنه ليس مُخْتَلقًا ..

–لا معبود بحق إلا الله وحده لا شريك له. فهل أنتم منقادون لألوهيته مستسلمون لعبوديته بعد هذه الأدلة والحجج القاطعة ؟!

15–مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ 

–من كان يريد بعمله الدنيا ومتعتها الفانية ولا يريد بعمله الدار الآخرة، نعطهم ثواب أعمالهم في الحياة الدنيا من : صحة ، وأمنً ، وسعة في الرزق.. وهم لا ينقصون من ثواب عملهم شيئًا ولكن هذا منتهى نعيمهم.

16–أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ 

–أولئك المتصفون بهذا القصد الذميم .. ( وهو العمل من أجل الدنيا ) ليس لهم في الآخرة إلا النار خالدين فيها يقاسون حرَّها .. وذهب عنهم ثواب أعمالهم التي عملوها في الدنيا، وأعمالهم فيها باطلة؛ لأهم لم يريدوا بها وجه الله تعالي ولا الدار الآخرة ..

17–أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنْ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ 

–لا يستوي النبي محمد  الذي معه برهان من ربّه تعالى، ويتبعه شاهد من ربه وهو جبريل .. ويشهد له من قبل على نبوته التوراة التي أنزلت على موسى عليه السلام إماما ورحمة للناس .. لا يستوي هو ومن آمن معه مع أولئك الكافرين المُتَخَبِّطين في الضلال !

–أولئك يصدِّقون بهذا القرآن ويعملون بأحكامه، ومن يكفر بهذا القرآن الكريم من الذين تحزَّبوا على رسول الله  فجزاؤه النار يَرِدُها لا محالة.

–فلا تك -أيها الرسول- في شك من أمر القرآن وكونه من عند الله تعالى بعد ما شهدت بذلك الأدلة والحجج, واعلم أن هذا الدين هو الحق من ربك, ولكن أكثر الناس لا يصدِّقون ولا يعملون بما أُمروا به. وهذا توجيه عام لأمة محمد  

18–وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ 

–يخبر تعالى أنه لا أحد أشد ظلما ممن كذب على الله، بنسبة الشريك أو الولد إليه، أو وصفه بما لا يليق بجلاله، أو الإخبار عنه تعالي بما لم يقل، أو ادعاء النبوة، أو غير ذلك من الكذب على الله .

–أولئك الذين يختلقون الكذب على الله يُعْرَضون على ربهم يوم القيامة ليسألهم عن أعمالهم، ويقول الشهود عليهم من الملائكة والمرسلين هؤلاء هم الذين كذبوا على الله بما نسبوه إليه من الشريك ومن الولد.. ألا طرد الله من رحمته الظالمين لأنفسهم بالكذب على الله.

19–الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ 

هؤلاء الظالمون من صفاتهم :- 

أنهم يمنعون الناس من سلوك سبيل الله المستقيم وهو "دين الإسلام".

– ويريدون أن تكون سبل الله عوجاء بموافقتها لأهوائهم ، لا لشرع الله تعالي .. 

–وهم كافرون بالآخرة .. لا يؤمنون بالبعث ولا الحساب ولا الجزاء.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–تحدي الله المشركين بالإتيان بعشر سور من مثل القرآن، وبيان عجزهم عن الإتيان بذلك.

–إذا أُعْطِي الكافر مبتغاه من الدنيا فليس له في الآخرة إلا النار.

–عظم ظلم من يفتري على الله الكذب بنسبة الشريك أوالولد وعظم عقابه يوم القيامة.








حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-