شائع

تفسير سورة يونس صفحة 220 من الآيات ( 98 - 106) .. وفوائد الآيات

التفسير

98–فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ 

–لم يحدث أن آمنت قرية من القرى التي أرسلنا إليها رسلنا إيمانًا صادقًا .. قبل معاينة العذاب إلا -قوم يونس- لـمَّا أيقنوا أن العذاب نازل بهم تابوا إلى الله تعالى توبة نصوحا فنفعها إيمانها لمجيئه قبل نزول العذاب عليهم ، فكشف الله عنهم عذاب الخزي .. وتركهم ربهم يستمتعون في الحياة الدنيا إلي وقت إنهاء آجالهم.

99–وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ

ولو شاء ربك - أيها الرسول - الإيمان لجميع أهل الأرض لآمنوا جميعًا بما جئتهم به، ولكن لله حكمة في ذلك; فإنه يضل من يشاء بعدله ويهدي من يشاء بفضله، فليس باستطاعتك إكراه الناس على أن يكونوا مؤمنين، فتوفيقهم للإيمان بيد الله وحده.

100–وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ 

وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله وتوفيقه فلا تُجهد نفسك في ذلك فإنه - لا يقع إيمان إلا بمشيئته فإن أمرهم بيد الله وحده ويجعل الله تعالي العذاب والخزي على الذين لا يعقلون أمره ونهيه ..

101–قُلْ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ

قل -أيها الرسول- للمشركين الذين يسألونك عن نزول الآيات: تأملوا ماذا في السماوات من الشمس، والقمر، والنجوم.. وما في الأرض من الجبال، والأنهار، واليابس.. وغيرها من الآيات الدالة على وحدانية الله وقدرته، فلا ينفع إنزال الآيات والحجج والرسل في قوم ليس عندهم استعداد أن يؤمنوا؛ لإصرارهم على الكفر.

102–فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنْ الْمُنْتَظِرِينَ

–فهل ينتظر هؤلاء المكذبون إلا مثل الوقائع التي أوقعها الله على الأمم المكذبة السابقة من الهلاك عندما كذبوا رسلهم؟! قل لهم -أيها الرسول-: انتظروا عذاب الله تعالي إني معكم من المنتظرين .. فسوف تعلمون من تكون له النجاة في الدنيا والآخرة، وهي ليست إلا للرسل وأتباعهم.

103–ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ 

ثم نُنْزل العقاب .. علي الأمم المكذبة وننجي رسلنا والذين آمنوا معهم فإنه لا يصيبهم ما أصاب قومهم، وكما نجينا أولئك ننجِّيك -أيها الرسول- ومن آمن بك تفضلا منَّا ورحمة 

–ذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا أوجبناه على أنفسنا .. فإن الله يدافع عن الذين آمنوا وبحسب ما مع العبد من الإيمان تحصل له النجاة من المكاره.

104–قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ 

–قل -أيها الرسول-: يا أيها الناس، إن كنتم في شك من ديني وهو - دين الإسلام - الَّذي أدعوكم إليه، فأنا على يقين من فساد دينكم فلا أتبعه، فلا أعبد الذين تعبدونهم من دون الله .. ولكن أعبد الله وحده الذي يميتكم ويقبض أرواحكم, وأُمِرْت أن أكون من المصدِّقين بالله العاملين بشرعه.

105–وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُشْرِكِينَ

وهذا وإن كان خطابًا للرسول صلى الله عليه وسلَّم فإنه موجَّه لعموم الأمة .

وأقم -أيها الرسول- نفسك على دين الإسلام مستقيمًا عليه .. غير مائل عنه إلى يهودية ولا نصرانية ولا عبادة غيره, ولا تكونن ممن يشرك في عبادة الله تعالي الآلهة والأنداد فتكون من الهالكين 

–وأخلص أعمالك الظاهرة والباطنة لله .. وأقم جميع شرائع الدين وَلا تكن مِنَ المشركين لا في حالهم، ولا تكن معهم.

106–وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنْ الظَّالِمِينَ 

وهذا وإن كان خطابًا للرسول صلى الله عليه وسلَّم فإنه موجَّه لعموم الأمة.

ولا تَدْعُ -أيها الرسول- من دون الله شيئًا من الأوثان والأصنام; لأنها لا تنفع ولا تضرُّ, فإن فعَلْت ذلك ودعوتها من دون الله فإنك إذًا من المشركين بالله, الظالمين لأنفسهم بالشرك والمعصية. .

–وهذا وصف لكل مخلوق، أنه لا ينفع ولا يضر، وإنما النافع الضار، هو الله تعالى.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–الإيمان هو السبب في رفعة صاحبه إلى الدرجات العلى والتمتع في الحياة الدنيا.

–ليس في مقدور أحد حمل أحد على الإيمان؛ لأن هذا عائد لمشيئة الله وحده.

–لا تنفع الآيات والنذر من أصر على الكفر وداوم عليه.





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-