سبب تسمية آية الدّين بهذا الاسم
–سُمّيت آية الدين بهذا الاسم: لأن الله -تعالى- ذكر فيها أحكام الدّين والتعامل به، وما يتعلق به، وتُعدُ آية الدين أطول آيةٍ في القُرآن الكريم
التفسير
–يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيۡنٍ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى فَٱكۡتُبُوهُۚ وَلۡيَكۡتُب بَّيۡنَكُمۡ كَاتِبُۢ بِٱلۡعَدۡلِۚ وَلَا يَأۡبَ كَاتِبٌ أَن يَكۡتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ ٱللَّهُۚ فَلۡيَكۡتُبۡ
–يا من آمنتم بالله واتبعتم رسوله محمدًا ﷺ إذا تعاملتم بدَيْن إلى وقت معلوم فاكتبوه; حفظًا لأموالكم ودفعًا للنزاع
–وحثت الآية علي أن يكون كاتب الدين عادلاً في كتابته : رجل أمين ضابطا، عالماً بأصول الكتابة وشُروطها،
–وأرشدت الآية الكاتب أن يمتنع عن الكتابة إن كان لا يُمكنه منها، وأن يكتب كما علمه الله -تعالى- من غير زيادةٍ أو نُقصان، ومن غير إضرار بأحد الأطراف.
–وَلۡيُمۡلِلِ ٱلَّذِي عَلَيۡهِ ٱلۡحَقُّ وَلۡيَتَّقِ ٱللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبۡخَسۡ مِنۡهُ شَيۡٔٗاۚ فَإِن كَانَ ٱلَّذِي عَلَيۡهِ ٱلۡحَقُّ سَفِيهًا أَوۡ ضَعِيفًا أَوۡ لَا يَسۡتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلۡيُمۡلِلۡ وَلِيُّهُۥ بِٱلۡعَدۡلِۚ
–حثت الآية المدين أن يُملي على الكاتب بالحق: ولْيقم المدين بإملاء ما عليه من الدَّيْن وليخاف الله فلا يزيدُ ولا يُنقص من الحق شيئاً عند إملائه للكاتب،
–فإن كان المدين محجورًا عليه لا يُحسن التصرف في ماله لنقص عقله أو بسبب تبذيره، أو كان المدين ضعيفاً لصغر سنه أو كبره، أو لا يستطيع النطق لخرس به أو عدم قدرة كاملة على الكلام ..
–فيتولى الإملاء في هذه الحالة وليه القريب أو البعيد أو القيّم عليه الذي يتولى شؤونه، ويكون الإملاء بالعدل والإنصاف.
–وَٱسۡتَشۡهِدُواْ شَهِيدَيۡنِ مِن رِّجَالِكُمۡۖ فَإِن لَّمۡ يَكُونَا رَجُلَيۡنِ فَرَجُلٞ وَٱمۡرَأَتَانِ مِمَّن تَرۡضَوۡنَ مِنَ ٱلشُّهَدَآءِ أَن تَضِلَّ إِحۡدَىٰهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحۡدَىٰهُمَا ٱلۡأُخۡرَىٰۚ
–ويجب أن يكون الإشهاد بالحق: فعند تولَّي الإملاء عن المدين القائم بأمره .. اطلبوا شهادة رجلين مسلمَيْن بالِغَيْن عاقلَيْن من أهل العدالة.
–فإن لم يوجد رجلان، فاطلبوا شهادة رجل وامرأتين ترضون شهادتهم، حتى إذا نَسِيَتْ إحداهما ذكَّرتها الأخرى.
–وَلَا يَأۡبَ ٱلشُّهَدَآءُ إِذَا مَا دُعُواْۚ وَلَا تَسَۡٔمُوٓاْ أَن تَكۡتُبُوهُ صَغِيرًا أَوۡ كَبِيرًا إِلَىٰٓ أَجَلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ أَقۡسَطُ عِندَ ٱللَّهِ وَأَقۡوَمُ لِلشَّهَٰدَةِ وَأَدۡنَىٰٓ أَلَّا تَرۡتَابُوٓاْ
– ويجب حضور الشهداء للشهادة، فعلي الشهداء أن يجيبوا مَن دعاهم للشهادة، وعليهم أداؤها إذا ما دعوا إليها ، وذلك لأن كتم الشهادة معصيةٌ ومضيعةٌ للحُقوق.
–ولا تَمَلُّوا من كتابة الدَّين قليلا أو كثيرًا إلى وقته المعلوم، ذلكم أعدل في شرع الله وهديه وعونا علي إقامة الشهادة وأدائها، وأقرب إلى نفي الشك في جنس الدَّين وقدره وأجله.
–إِلَّآ أَن تَكُونَ تِجَٰرَةً حَاضِرَةٗ تُدِيرُونَهَا بَيۡنَكُمۡ فَلَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ أَلَّا تَكۡتُبُوهَاۗ وَأَشۡهِدُوٓاْ إِذَا تَبَايَعۡتُمۡۚ وَلَا يُضَآرَّ كَاتِبٞ وَلَا شَهِيدٞۚ وَإِن تَفۡعَلُواْ فَإِنَّهُۥ فُسُوقُۢ بِكُمۡۗ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱللَّهُۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ
–عدم الحاجة إلى كتابة الدين في حال التجارة الحاضرة : والتي يتم فيها تسليم المبيع والثمن في نفس الوقت، فإن كانت المسألة مسألة بيع وشراء، بأخذ سلعة ودفع ثمنها في الحال، فلا حاجة إلى الكتابة, ويستحب الإشهاد على ذلك منعًا للنزاع والشقاق.
–وَلَا يُضَآرَّ كَاتِبٞ وَلَا شَهِيدٞۚ وَإِن تَفۡعَلُواْ فَإِنَّهُۥ فُسُوقُۢ بِكُمۡۗ
–عدم الإضرار
–من الكاتب أو الشاهد بأحد الأطراف من خلال الزيادة أو النُقصان.
–ومن الواجب على الشاهد والكاتب أداء الشهادة على وجهها والكتابة كما أمر الله.
–ولا يجوز لصاحب الحق ومَن عليه الحق الإضرار بالكُتَّاب والشهود.
– وكذلك لا يجوز للكُتَّاب والشهود أن يضارُّوا بمن احتاج إلى كتابتهم أو شهادتهم.
–وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱللَّهُۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ
–حثت الآية على التحلي بالتقوى من قبل جميع الأطراف عند تعاملهم
وإن تفعلوا ما نهيتم عنه فإنه خروج عن طاعة الله، وعاقبة ذلك سوف تحل عليكم ، وخافوا الله في جميع ما أمركم به، وما نهاكم عنه ويعلمكم الله جميع ما يصلح دنياكم وأخراكم والله بكل شيء عليم، فلا يخفى عليه شيء من أموركم، وسيجازيكم على ذلك.
........................................................
معاني الكلمات
تداينتم: أي داين بعضكم بعضاً، وتعاملتم بالدين المؤجل.
بدينٍ: والدين هو المال الذي يكون في الذمّة.
أجلٍ: وهو الأجل الذي يضعه الشخص لإنهاء الدين.
مُسمّى: أي المعلوم بٍمدةٍ مُعينة ومُحددة، كاليوم، أو الشهر، أو السنة.
بالعدل: أي كتابة الدين بالحق من غير الزيادة أو النُقصان في المال أو الأجل.
ولا يأب: ولا يمتنع
سفيهاً: والسفيه هو ناقص العقل والمُبذر لماله.
ضعيفاً: ويُقصد بالضعيف الصبيّ أو الشيخ كبير السن.
ولا تسئموا: أي لا تملوا ولا تتضجروا.
أقسط: أي أعدل.
وأقوم للشهادة: أي أثبت لها وفيه إعانةٌ على إقامتها.
وأدنى ألا ترتابوا: أي أقرب إلى البُعد عن الريب والشك في الدّين وأجل الدّين.
فُسوقٌ بكم: أي خُروجٌ عن الطاعة.
♦♦♦
مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ
–الحث علي كتابة الدين سواء كان قليلا أو كثيرا .. حفاظا للمال ودفعا للريب والمنازعات
–كاتب الدين يجب أن يكون عادلاً في كتابته..من غير زيادة أو نقصان أو إضرار بأحد الأطراف
– علي الشهداء آجابة من دعاهم إلي الشهادة ولا يكتموا الشهادة فمن يكتمها آثم قلبه
– إذا كان المدين محجورا عليه يقوم وليه باحضار كاتب وشهداء رجلين أو رجل وأمرأتين
–التحلي بالتقوى من جميع الأطراف الدائن والمدين والكاتب والشاهد .. عند تعاملهم بالدين