تفسير سورة قريش .. وسبب النزول .. وأسرارها

سورة قريش : هي سورة مكية ، عدد آياتها 4 ، وترتيبها في المصحف 106 ، في الجزء الثلاثين ، بدأت بحرف اللام : للتعجب من جحود قريش . 

قريش: هي أشهر قبائل الجزيرة العربية والتي كان ينتمي إليها النبي محمد  ﷺ .

تفسير سورة قريش

عتابًا من الله سبحانه وتعالى من إيلاف النعم : بعدم شكر الله عليها..وايلافها أي (تعتادها) فلا تراها نعمة ..فلما ألفت قريش النعم التي أنزلها الله عليهم .. أنزل الله فيهم الأمر الإلهي بأن يعبدوا رب هذا البيت 

فقد اعتادت قريش أن ترحل إلى ما جاورها من البلاد ، سعيًا وراء الرزق ، وترويجًا لتجارتهم .والله يمتن عليهم بذلك ، ويقول لهم : من أجل إيلاف قريش رحلة الشتاء والصيف ، فليعبدوا رب هذا البيت ، الذي كفل لهم الأمن فجعل نفوسهم تألف الرحلة ، وتنال من ورائها ما تنال 

تفسير الآيات 

1 – لأجلِ عادة قريش وإلْفِهم .

2 – رحلة الشتاء إلى اليمن ، ورحلة الصيف إلى الشام آمنين 

3 – فليعبدوا الله ربّ هذا البيت الحرام وحده ، الَّذي يسَّر لهم هذه الرحلة ، ولا يشركوا به أحدًا .

4 – الَّذي أطعمهم من جوع شديد ، وآمنهم من خوف بما وضع في قلوب العرب من تعظيم الحرم ، وتعظيم سكانه 

سبب النزول

ظاهرة الاعتفار : مرَّت قريش بمراحل من الجوع والفقر الشديدين حتى وصل الأمر ببعضهم (عائلة من بني مخزوم ) أن أخذ كبيرهم أهل بيته لمكان يُسمَّى (الخباء) يبقون فيه حتى يموتوا كلُّهم من الجوع، وهذه العادة في الجاهلية كان اسمها (الاعتفار )

دور : هاشم بن عبد مناف 

– حين انتشرت تلك العادة، وفاحتْ روائح الموت ، وأنينُ الجياع ، أنقذ الله تلك الأنفس بأحد كبار التجار ، وهو هاشم بن عبد مناف (جد نبينا محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف) الذي غير هذه العادة..

فقال: "يا معشر قريش! إنكم أحدثتم حدثاً به تقلون والعرب يزيدون، وبه تذلون والعرب يعزون، وأنتم أهل الله والحرم والناس لكم تبع.." بعدما بين لهم خطأ هذا الفعل استجابت قريش لنداء الأخوَّة والنَّسب .. 

الحل: من هاشم بن عبد مناف 

1– أولًا بتدخُّل الأغنياء لحل المشكلة مؤقتًا ؛ فقسم القبيلة لعشائر ، وأمر كل غني منهم بتقسيم ماله مع الفقراء من عشيرته حتى أصبح الفقير مثل الغني ..

2– بعد ذلك..أخذ من كل رجلين من بني أب واحد، فحملهم على راحلة، وسار بهم تلك الرحلة، ومن اكتسب منهم مالاً تقاسمه بينه وبين أخيه الفقير الذي لم يكتسب، حتى يكون غنيهم كفقيرهم فحصل نوع من التضامن والتكافل .

3– علَّمهم رحلتي الشتاء والصيف 

– في الشام : علمهم تجارة الفواكه في الصيف

–وفي اليمن: علمهم المحصولات الزراعية في الشتاء 

 حتى جاء خير الشام وخير اليمن لمكة وأصبح سكان مكة في حال أفضل وانتهت ظاهرة الاعتفار .. 

4– أقام عهوداً مع ملوك الروم، وملوك فارس، والملوك في نواحي الجزيرة العربية على أساس أنهم أهل الله والحرم فلا يتعرضوا لهم بسوء، ولذلك كانت الغارات تشن على القوافل، فإذا قيل: هذه قافلة قريش، قالوا: هؤلاء أهل الله والحرم فكفوا عنهم وتركوهم، فالله عز وجل امتن عليهم بهذه المنة: ((رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ)).

♦♦♦♦

الدروس المستفادة من سورة قريش

– لا تألف النعمة فتجحد ، لكن اشكر نعمة الله عليك تألفك نِعمته .

–افرح بنعمة الله عليك واشكره حتى إذا تكررت .. لأن مجرد دوام النعمة نعمة .

– ولتكن كلمة (الحمدلله ) على ألسنتنا في كل وقت ، لما فيها من أجر عظيم ...

تعديل المقال