من هنا تبدأ أحداث القصة ..
– وتبدأ القصة مع رجل ثري من بني إسرائيل كان يشتهر بالغناء الفاحش أموال وبيوت.. ولكن ليس له ولد يرثه وكان له ابن أخ يتسم بالحقد والطمع ..فيما يمتلكه عمه لذا كان يتمنى موت عمه كي يورثه
– ولأن ابن الأخ كان شخص سيء الخلق، قرر أن لا ينتظر لحين قضاء أجل عمه، ولكن سيتخلص منه وقرر أن يقتله ولكن عليه أخذ الحيطة والحذر حتى لا يُعرف أنه هو القاتل وبالتالي يُحرم من الميراث .
– وبعد أن نفذ جريمته وقتل عمه ، وتأكد من أن أحداً لم يره حمل جسد عمِّه المقتول وذهب إلى قريةٍ غريبةٍ لا يعرف أهلها ولا يعرفونه وألقى جثَّة عمه على باب أحدهم وعاد سريعًا إلى قريته من غير أن يشعر به أي أحد .
وفي الصَّباح خرج أهل القرية إلى أعمالهم، وإذا بهم يتفاجؤون بوجود هذه الجثَّة ، ولم يتعرف عليها أحد، وبعد العناء في البحث علي من يتعرف على هذه الجثة ، تمكنوا من معرفة قريته وأهله ومن ثم الوصول لابن أخيه .
وعندما أخبروه بأمر جثة عمه الذي وجدوه ملقىً عندهم بدأ بالصياح والصراخ واتهمهم بأنهم هم من قتلوا عمه، وذلك حتى يبعد الشبهة عن نفسه ، وقرر أن يُشتت انتباههم .
وبعد نشوب شجار بين أهل القتيل وبين أهل القرية الغريبة، ، قال أصحاب الحكمة أن الشجار لن يُفيد، وأنهم لابد وأن يتوجهوا لنبي الله موسى، لأنه هو القادر على إيجاد الحل لتلك الجريمة .
– فذهب القوم إلى سيدنا موسى عليه السلام لسؤاله عن القاتل الحقيقي في هذه القضية. وعندما استمع موسى -عليه السَّلام- لقصة القوم والقتيل، دعا ربَّه ، وطلب منه المعونة كي يستطيع حلّ هذه المشكلة،
–وإذا بموسى -عليه السَّلام- يأتي إلى قومه ويقول لهم بأنَّ الله يأمركم أن تذبحوا بقرة كي نستطيع حلَّ هذه القضية .
– ولكنَّ قومه وقفوا والدَّهشة تعلوا وجوههم، وهم يقولون لموسى: (أتتخذنا هزوا) ، نحن جئنا إليك كي تحلَّ لنا القضية لا أن تسخر منا، وتقول اذبحوا بقرة ؟!
– لكنَّ موسى أخبرهم أنَّه لا يسخر منهم ، ولكنه أمر من الله تعالى وأنه ليس بالشخص الجاهل الذي يفعل ذلك..(وقال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين)..على الرغم من أن الطلب غريب إلا إنهم رضخوا له ! لأن موسى عليه السلام نبي ، وكلامه وحي من الله
– ولكنه كان رضوخ مع عدم يقين ، وصعبوا على أنفسهم الأمر بكثرة سؤالهم عن مواصفات البقرة ، فإنهم إن امتثلوا للطلب منذ البداية وأتوا بأي بقرة وذبحوها لكان الأمر قد انتهى . ولكنهم شددوا علي أنفسهم فشدد الله عليهم.
- فأخبرهم موسى عليه السلام أنها بقرة متوسطة ليست بالصغيرة، ولا بالمسنة، ولكنها وسط بين ذلك. ولكنهم صعبوا الأمر علي أنفسهم ، وسألوا عن لونها؟!
فقال لهم موسى" أن البقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين " .. ولكنهم صعبوا على أنفسهم أكثر ؟! وقالوا إن الأمر اختلط علينا ولم نتوصل لها، ولكن ادعوا الله لنا أن يُسهلها علينا في إيجادها
- فحددها لهم أكثر سيدنا موسى بقوله (إنها بقرة لا ذلول تثير الارض ولا تسقي الحرث مسلمة لاشية فيها) أنها بقرة غير مهانة، ولا تعمل في الزراعة أو الحرث ولا يوجد بها عيوب .
_ وبالفعل بدؤوا عمليَّة البحث عنها، وبعد كثيرٍ من الجهد وجدوها عند ذلك الغلامٍ اليتيم الذي ترك له أبوه هذه البقرة من بعده، فأراد بنو إسرائيل شراءها ، ولكنَّه رفض أن يبيعها إياهم إلَّا بعد أن يتشاور مع أمه في الأمر .
– ولمَّا تشاور الغلام اليتيم مع أمه في بيع البقرة رفضوا أن يبيعوها بثمن قليل، وأخبرهم الغلام أنَّه يُريد ملء جلدها ذهبًا، وعلى الرُّغم من ارتفاع ثمنها إلَّا أنَّهم وافقوا في نهاية الأمر لأنَّهم يريدون أن يكشفوا الحقيقة.
وجاء القوم من بني إسرائيل لنبيهم موسي ومعهم البقرة ، فأمرهم بذبح البقرة.. ثم أمرهم أن يأخذوا بعضا منها ويضربوا بها القتيل . فلما ضربوه ببعضها أحياه الله تعالى.
فسأله نبي الله موسي من قتلك ؟! قال قتلني ابن أخي وأشار إليه .. ثم عاد ميتا كما كان .. أخذ الشاب القاتل ينكر أشد الإنكار ويكذب عمه (الذي أعاده الله للحياة كي يشهد عليه) وينفي أنه القاتل..
–حكم القوم من بني إسرائيل علي القاتل بحرمانه من الميراث ، ثم بقتله لأنه ارتكب جرما وإثما كبيرا بقتل عمه ، وهذه نهاية كل ظالم لا يخشي الله .
♦♦♦♦♦
الآيات التي ورد فيها ذكر البقرة من القرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ۖ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ۖ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٦٧﴾ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَٰلِكَ ۖ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ ﴿٦۸﴾ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ ﴿٦۹﴾ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ ﴿٧۰﴾ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا ۚ قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ۚ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ ﴿٧۱﴾ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ۖ وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٧۲﴾ فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ۚ كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٧۳﴾ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٧٤﴾
صدق الله العظيم