أخبر النبيﷺ فى الحديث أن للصائمين بابا خاصا بهم من أبواب الجنة اسمه (الرَّيَّانُ ) – وأن اللهَ تعالي اختص به (الصَّائِمينَ الكامِلينَ في صَومِ الفَرْضِ رمضان ، والمكثرينَ مِن صِيامِ النَّوافل) .
لماذا سمي الريان ؟
– قيل: لكثرة الأنهار الجارية إليه والثمار الطرية
– وقيل: لأن من وصل إليه زال عنه العطش يوم القيامة ويدوم له الطراوة في دار المقامة .
– وقيل: كثير الري ، لأنه جزاء الصائمين ، واكتفى بذكر الري عن الشبع لأنه أشق على الصائم
هل يدخل منه أحد غير الصائمين ؟
–هذا البابُ لا يَدخُلُ منه غيرُ الصَّائمينَ، حيثُ أُفْرِدَ لهم فيُنادَى عليهم: أين الصَّائمونَ؟ فيَقومُون فيَدخُلون منه، فإذا دَخَلوا أُغلِقَ هذا البابُ، فلنْ يَدخُلَ منه أحدٌ غيرُ الصَّائمينَ .
صوم رمضان (فرض)
–شهر رمضان : صيامه فرض علي كل مسلم ومسلمة لأنه ركن من أركان من الإسلام الخمسة ، وقد انفردت (سورة البقرة) بذكر أحوال الصيام والقيام به نذكرهم لكم .
بسم الله الرحمن الرحيم
١–﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾[البقرة: 183]
– تفسيرالآية 183 : يا أيها الذين آمنوا بالله واتبعوا رسوله فُرِضَ عليكم الصيام كما فُرِضَ على الأمم من قبلكم؛ لعلكم تتقون الله بالأعمال الصالحة ومن أعظمها الصيام .
٢–﴿أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾[البقرة:184]
– تفسير الآية 184 : فرض الله عليكم صيام أيام معلومة العدد وهي شهر رمضان.
١– فمن كان منكم مريضًا يشق عليه الصوم، أو مسافرًا فله أن يفطر، وعليه صيام عدد من أيام أُخَر بقدر التي أفطر فيها.
٢- وعلى الذين يتكلفون الصيام ويشقُّ عليهم مشقة غير محتملة كالشيخ الكبير، والمريض الذي لا يُرْجَى شفاؤه، فدية عن كل يوم يفطره، وهي اطعام مسكين
٣- فمن زاد في قدر الفدية تبرعًا منه فهو خير له، وصيامكم خير لكم -مع تحمُّل المشقة- من إعطاء الفدية، إن كنتم تعلمون الفضل العظيم للصوم عند الله تعالى.
٣-﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾[البقرة: 185]
– تفسير الآية 185 : شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن في ليلة القدر؛ هداية للناس إلى الحق، وفرق فيه بين الحق والباطل .
١– فمن حضر منكم الشهر صحيحًا مقيمًا : فليصم شهر رمضان
٢– ويُرخَّص للمريض والمسافر في الفطر، ثم يقضيان عدد تلك الأيام
٣ – يريد الله تعالى بكم اليسر والسهولة في شرائعه، ولا يريد بكم العسر والمشقة
٤– ولتكملوا عدة الصيام شهرًا، ولتختموا الصيام بتكبير الله في عيد الفطر
٥ – ولتعظموه وتشكروه على هدايته لكم، وعلى ما أنعم به عليكم من الهداية والتيسير
فضائل الصيام
1–إنّ الصّيام يعدّ سبيلاً من سبل دخول الجنّة، عن أبي أمامة رضي الله عنه أنّه قال: (يا رسول الله، مرني بأمر ينفعني الله به، قال: عليك بالصّوم فإنّه لا مثل له)
2– إنّ في الجنّة باب الريان خاصّاً للصائمين، لا يدخل منه أحد سواهم ، قال رسول الله ﷺ (فِي الجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أبْوَابٍ، فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ، لا يَدْخُلُهُ إلَّا الصَّائِمُونَ)
3– إنّ الصّيام يكون شفيعاً لصاحبه يوم القيامة قال ﷺ (الصّيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصّيام: أي ربّ منعته الطعام والشّهوات بالنّهار فشفّعني فيه، ويقول القرآن: منعته النّوم بالليل فشفّعني فيه، قال: فيُشَفَّعان)
4– إنّ الصّيام من أعظم أسباب مغفرة الذّنوب وتكفير السّيئات قال ﷺ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه)
5– إنّ الصّائم يعطى أجره من غير حساب، قال رسول الله ﷺ قال الله تعالى (كلّ عمل ابن آدم له إلا الصّيام، فإنّه لي وأنا أجزي به)
♦♦♦♦♦
فضل صيام النوافل (التطوع)
1– قال النبي ﷺ (مَن صامَ يَوْمًا في سَبيلِ اللَّهِ، بَعَّدَ اللَّهُ وجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا) صححه البخاري
2– قَالَ اللَّهُ تعالي (وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه)، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه. رواه البخاري
3– إنّ الصّيام جُنَّة، بمعنى أنّ فيه وقايةً وستراً للمسلم من النّار، حيث روى جابر رضي الله عنه أنّ النّبيﷺ قال: ( الصّوم جنّة، يستجنّ بها العبد من النّار ) .
4– حماية للشباب الذين تتعسر معهم ظروف الزواج : فعن ابن مسعود رضي الله عنه أنّ النّبي ﷺ قال:( يا معشر الشّباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوّج) متفق عليه
1 –أولاً : صيام ستة أيام من شوال:
أن النبي ﷺ قال: (من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال فكأنما صام الدهر )
2– ثانيًا : صيام عشر ذي الحجة
قال النبيﷺ مَا مِنْ أَيَّام الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ- يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ- قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ)رواه البخاري
–يوم عرفة : وهو أحد أيام العشر من ذي الحجة، وهو يوم التاسع من ذي الحجة، ويستحب صيامه لغير الحاج ،قال رسول الله ﷺ (صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِى قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِى بَعْدَهُ ) ، أخرجه مسلم
3– ثالثًا: صيام المحرم وصوم عاشوراء
– عن أبي هريرة قال: «سئل رسول الله ﷺ، أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة؟ قال: «الصلاة في جوف الليل» قيل: ثم أي الصيام أفضل بعد رمضان؟ قال: «شهر الله الذي تدعونه المحرم»». رواه أحمد، ومسلم، وأبو داود
– يوم عاشوراء هو يوم العاشر من المحرم : قال ﷺ (وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِى قَبْلَهُ) أخرجه مسلم
4– رابعًا: صيام أكثر شعبان
وعن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قال: (قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: “ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين. فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم)..رواه أبو داود والنسائي
5–خامسًا: صيام الأشهر الحرم
الأشهر الحرم هي : ٤ أشهر ( ذو القعدة – ذو الحجة– المحرم – رجب )
– يستحب الإكثار من الصيام فيها. عن رجل من باهلة: أنه أتي النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، أنا الرجل الذي جئتك عام الأول، فقال: فما غيَّرك وقد كنت حسن الهيئة؟ قال: ما أكلت طعامًا إلا بليل منذ فارقتك، فقال رسول الله ﷺ: (لِمَ عذبْت نفسك؟” ثم قال: صم شهر الصبر، ويومًا من كل شهر. قال: زدني، فإن بي قوة. قال: صم يومين. قال. زدني. قال: صم من الحُرُم واترك. صم من الحُرُم واترك. صم من الحُرُم واترك، وقال بأصابعه الثلاثة فضمها، ثم أرسلها ). رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والبيهقي
6–سادسًا: صيام يومي الاثنين والخميس
– عن عائشة رضي الله عنها قَالَ النبي ﷺ ( تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ، فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ )
– وقال ﷺ (تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر فيها لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال انظروا هذين حتى يصطلحا)
– وعن أبي قتادة أنّ النبي ﷺ سئل عن صوم الإثنين️ فقال(فيه ولدت، وفيه أنزل عليَّ) أي نزل الوحي عليَّ فيه.
7– سابعا : صيام الأيام البيض
– هو صيام ثلاثة أيَّام من كلِّ شهر هجري- وهي الثَّالث عشر، والرَّابع عشر، والخامس عشر، وسمِّيت بيضاً لابيضاض ليلها بالقمر .وأجرها كصوم الدهر أي كصوم كل أيام السنة .
– عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :(أوصاني خليلي ﷺ بثلاث لا أدعهن حتى أموت صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أنام ). رواه البخاري ومسلم
– عن ابن عباس رضي الله عنها قال: (قال رسول الله ﷺ صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وحر الصدر) رواه البخاري ، شهر الصبر : رمضان ، وحر الصدر: غشة وحقدة ووساوسه
– عن أبي ذر رضي الله عنه قال: (قال رسول الله ﷺ من صام من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صيام الدهر) فأنزل الله تبارك وتعالى تصديق ذلك في كتابه (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ) أي: اليوم بعشرة أيام ، رواه أحمد ،الترمذي
8– صوم يوم وفطر يوم
– عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله ﷺ: إن أحب الصيام إلى الله صيام داود، وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه، وكان يصوم يوما ويفطر يوما