- ويأتي القبرِ الملكان مُنكر ونكير , ويُحاولانَ أَنْ يَفْصلاَ هذا الرجلِ الوسيم عن الميتِ لكي يَكونوا قادرين على سؤال االميتِ في خصوصية حول إيمانِه .
لكن يَقُولُ الرجل الوسيم
"هو رفيقُي, هو صديقُي. أنا لَنْ أَتْركَه بدون تدخّل في أيّ حالٍ منَ الأحوالِ . إذا كنتم معينينَّ لسؤالهِ , فأعمَلوا بما تؤمرونَ".، أما أنا فلا أستطيع تركه حتي أدخله إلي الجنة - - ويتحول الرجل الوسيم إلى رفيق الميت في القبر ، ويقول له "أَنا القرآن الذيّ كُنْتَ تَقْرأُه بصوتٍ عالي أحياناً، وبصوت خفيض أحياناً أخرى. لا تقلق فبعد سؤال مُنكرٍ ونكير لا حزن بعد اليوم " .
يُرتّبُ الرجل الوسيم والملائكة فراش من الحرير مُليئة بالمسك للميت في الجنة ، فلندعو الله أن يُنعم علينا بإحسانه من هذا الخير .
وفي الختام
نحن نضيع أعمارنا في غير ما خلقنا له، ثم إذا فَاجَأنَا الموت صرخ البعض "(رَبِّ اُرْجِعُونِ) " (المؤمنون: 99)
لماذا تعود ؟
(لَعَلِّى أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ) (المؤمنون:100) وأين أنت عن هذا اليوم ؟ ألا تعلم وأنت في سِعة من أمْرك وصِحة في بدنك؟ لم يَدنُ مِنك مَلك الموت بعْد؟
جدير بمن الموت مصرعه، والتراب مضجعه، والدود أنيسه، ومنكر ونكير جليسه، والقبر مقره، وبطن الأرض مستقره، والقيامة موعده، والجنة أو النار مورده، ألاّ يكون له فكر إلاّ في الموت ولا ذكر إلاّ له، ولا استعداد إلا لأجله، ولا تدبير إلاّ فيه، ولا يتطلع إلا إليه
وأن هذه الساعة آتية لا محالة ، وحقيق بأن يعد نفسه من الموتى، ويراها في أهل القبور، فإن كل ما هو آت قريب، ، ولن يتيسر الاستعداد للشيء إلا عند تجدد ذكره على القلب
اللهم إنا نسألك زيادة في الدين، وبركة في العمر، وصحة في الجسد، وسعة في الرزق، وتوبة قبل الموت، وشهادة عند الموت، ومغفرة بعد الموت، وعفوًا عند الحساب، وأمانًا من العذاب، ونصيبًا من الجنة، وارزقنا النظر إلى وجهك الكريم.